الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٠٧
ولا يغفر الله له يوم الحشر، وقال له في احتجاجه عليه أنت تقتلني تزعم أن يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنأ بذلك ابدا عهدا معهودا فاصنع ما أنت صانع فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، كأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم. فصار كما قال عليه السلام.
قال ابن حجر في التقريب: عمر بن سعد بن أبي وقاص المدني نزيل الكوفة صدوق لكنه مقته الناس لكونه كان أميرا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي من الثانية قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها ووهم من ذكره في الصحابة فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب انتهى.
(قوله) من الثانية أي من الطبقة الثانية والمراد بها كبار التابعين كابن المسيب فعلم أن ابن سعد عند ابن حجر صدوق منزلته منزلة سعيد بن المسيب الذي اتفقوا على أن مرسلاته أصح من المسانيد. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: عمر ابن سعد بن أبي وقاص الزهري هو في نفسه غير متهم لكنه باشر قتال الحسين " ع " وفعل الأفاعيل روى شعبة عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقام إليه رجل فقال اما تخاف الله تروي عن عمر بن سعد فبكى وقال لا أعود.
وقال العجلي: روى عنه الناس تابعي ثقة وقال أحمد بن زهير سألت ابن معين أعمر بن سعد ثقة؟ فقال كيف يكون من قتل الحسين " ع " ثقة؟ قتله المختار سنة 65 انتهى واما أبوه الذي ينسب إليه سعد بن أبي وقاص هو الذي تخلف عن بيعة أمير المؤمنين " ع " وكتب أمير المؤمنين إلى والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا وكان سعد ممن يروم الخلافة بنفسه وقد عرض بذلك عند معاوية فقال له يأبى ذلك بنو عذرة وضرط له معرضا لسعد بمدخولية نسبه في قريش ولا يكون الخليفة إلا قرشيا، وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة وفي ذلك يقول السيد الحميري:
سائل قريشا بها إن كنت ذا عمه * من كان أثبتها في الدين أوتادا
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»