الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٠٤
قال ابن شحنة الحنفي في الروضة: في سنة 44 استلحق معاوية زيادا وأثبت نسبه من أبى سفيان بشهادة أبى مريم الحمار انه زنى بسمية البغي وحملت منه وكان زياد ثابت النسب من عبيد الرومي وشق ذلك على بني أمية، ثم ولاه معاوية البصرة والكوفة وخراسان وسمنان والهند والبحرين وعمان، وظلم وفجر وقويت به شوكة معاوية وكان معاوية وعماله يسبون عليا " ع " على المنابر، وكان من عادة حجر ابن عدي إذا سبوا عليا عارضهم وأثنى عليه ففعل كذلك في إمرة زياد بالكوفة فأمسكه وأرسل به مع جماعة من أصحابه إلى معاوية فامر بقتله وثمانية من جماعته فقتلوا بقرية عذراء وعظم ذلك على المسلمين انتهى.
(أقول) حجر بن عدي الكندي بضم الحاء وسكون الجيم من أصحاب أمير المؤمنين " ع " وكان من الابدال ويعرف بحجر الخير وكان معروفا بالزهد وكثرة العبادة والصلاة. روي أنه كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة بل كان من فضلاء الصحابة ومع صغر سنه من كبارهم وكان على كندة يوم صفين وعلى الميسرة يوم النهروان، قتله معاوية سنة 51، وقد ذكرت مقتله في كتاب نفس المهموم. قال ابن قتيبة: حجر بن عدي (ره) يكنى أبا عبد الرحمن وكان وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وشهد القادسية وشهد الجمل وصفين مع علي فقتله معاوية بمرج عذراء مع عدة، وكان له ابنان يتشيعان يقال لهما عبد الله و عبد الرحمن قتلهما مصعب ابن الزبير صبرا، وقتل حجر سنة 53 ثلاث وخمسين انتهى.
قال ابن الأثير: وقبره مشهور بعذراء وكان مجاب الدعوة.
(قلت) عذراء بفتح المهملة وسكون المعجمة قرية بغوطة دمشق وقد زرت قبره في سنة 1355 ه‍. وما ورد في مدح حجر والانكار على معاوية في قتله أكثر من أن يذكر، كما أن ما جرى من زياد على شيعة أمير المؤمنين " ع " لما ولاه معاوية العراقين من الظلم والعدوان أكثر من أن يحيط به القلم والبيان. هلك بالكوفة في شهر رمضان سنة 53 بالفالج أو بالطاعون بدعاء الحسن بن علي " ع ".
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»