الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٠٢
بأن يكتب إليه كتابا يستعطفه فيه ويذهب المغيرة بالكتاب إليه فلما اتاه أرضاه، واخذ منه كتابا يظهر فيه الطاعة بشروط فأعطاه معاوية جميع ما سأله، وكتب إليه بخط يده ما وثق به فدخل إليه الشام وقربه وأدناه وأقره على ولايته ثم استعمله على العراق. وقال المدائني: لما أراد معاوية استلحاق زياد وقد قدم عليه الشام جمع الناس وصعد المنبر واصعد زيادا معه على مرقاة تحته وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس اني عرفت شبهنا أهل البيت في زياد، فمن كان عنده شهادة فليقم بها فقام الناس فشهدوا انه من أبى سفيان وانهم سمعوه أقر به قبل موته، فقام أبو مريم السلولي وكان خمارا في الجاهلية فقال اشهد يا أمير المؤمنين ابن أبا سفيان قدم علينا بالطائف فأتاني فاشتريت له لحما وخمرا وطعاما فلما اكل قال يا أبا مريم أصب لي بغيا فخرجت فاتيت سمية فقلت لها ان أبا سفيان من قد عرفت شرفه وجوده وقد امرني ان أصيب له بغيا فهل لك؟ فقالت نعم يجئ الآن عبيد بغنمه وكان راعيا فإذا تعشى ووضع رأسه اتيت فرجعت إلى أبى سفيان فأعلمته فلم يلبث ان جاءت تجر ذيلها فدخلت معه، فلم تزل عنده حتى أصبحت فقلت له لما انصرفت كيف رأيت صاحبتك؟ فقال خير صاحبة لولا ذفر في إبطيها فقال زياد من فوق المنبر: يا أبا مريم لا تشتم أمهات الرجال فتشتم أمك. فلما انقضى كلام معاوية ومناشدته قام زياد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ان معاوية والشهود قد قالوا ما سمعتم ولست أدري حق هذا من باطله وهو والشهود اعلم بما قالوا وانما عبيد أب مبرور وآل مشكور ثم نزل انتهى.
ولما استلحقه معاوية كان يقال له زياد بن أبي سفيان. فحكي عن الجاحظ انه قال: ان زيادا مر وهو والي البصرة بأبي العريان العدوي وكان شيخا مكفوفا ذا لسن وعارضة شديدة فقال أبو العريان ما هذه الجلبة؟ قالوا زياد بن أبي سفيان فقال ما ترك أبو سفيان إلا فلانا وفلانا من أين جاء زياد؟ فبلغ ذلك زياد فأرسل إليه مائتي دينار فقال له الرسول ابن عمك زياد الأمير أرسل إليك هذه، قال وصلته
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»