ووحيد عصره في علم النحو له المقدمة المشهورة وشرحها، وشرح الجمل للزجاجي.
حكي انه كان مستخدما في ديوان الرسائل فرأى يوما قطا يأخذ الطعام الذي يرمي إليه ويحمله إلى قط أعمى ويضعه بين يديه وهو يأكله فتنبه من ذلك وقال: إذا كان الله تعالى يقوم بكفاية هذا القط الأعمى ولم يحرمه الرزق فكيف يضيع مثلي؟
ثم قطع علائقه واستعفى عن الخدمة ولازم بيته متوكلا على الله تعالى إلى أن توفي 3 رجب سنة 469 (تسط) وكان يتمثل بهذا البيت:
للقمة بجريش الملح آكلها * ألذ من تمرة تحشى بزنبور (ابن بابك الشاعر) أبو القسم عبد الصمد بن منصور بن الحسن بن بابك بفتح البائين أحد الشعراء المجيدين، قدم على الصاحب بن عباد قال له أنت بابك الشاعر؟ فقال انا ابن بابك فاستحسن قوله وأجازه وأجزل صلته. توفي ببغداد سنة 410 (تى).
(ابن بابويه) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، شيخ الحفظة ووجه الطائفة المستحفظة رئيس المحدثين والصدوق فيما يرويه عن الأئمة الطاهرين " ع " ولد بدعاء مولانا صاحب الامر " ع " ونال بذلك عظيم الفضل والفخر فعمت بركته الأنام وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الأيام، له نحو من ثلثمائة مصنف. قال ابن إدريس في حقه: انه كان ثقة جليل القدر بصيرا بالاخبار ناقدا للآثار عالما بالرجال وهو أستاذ المفيد محمد بن محمد بن النعمان. وقال العلامة في ترجمته شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ورد بغداد سنة 355 وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن كان جليلا حافظا للأحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للاخبار لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه له نحو من ثلثمائة مصنف ذكرنا أكثرها في كتابنا الكبير، مات بالري سنة 381 إحدى وثمانين وثلثمائة انتهى.