الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢١٩
اطلب مسألة فاشتغل قلبي فقلت للخادم خذها وامض بها فليس قدرها ان تشغل قلبي عن علمي فأخذها الغلام فقالت له دعني أكلمه بحرفين، فقالت له أنت رجل له محل وعقل وإذا أخرجتني ولم تبين ذنبي ظن الناس بي ظنا قبيحا، فقال لها مالك عندي ذنب غير انك شغلتني عن علمي، فقالت هذا سهل. فبلغ الراضي فقال لا ينبغي ان يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. وأملى كتبا كثيرة منها غريب الحديث قيل إنه خمسة وأربعون الف ورقة، وشرح المفضليات (1) وغير ذلك.
يروي ديوان شعر عامر (2) بن الطفيل عن أبي العباس ثعلب توفي ليلة النحر سنة 328 (شكح) وكان أبوه عالما بالأدب صدوقا دينا سكن بغداد وكان يملي في ناحية من المسجد وابنه في ناحية أخرى روى عنه جماعة من العلماء وروى عنه ولده المذكور، وله تصانيف توفي سنة 304 أو 305.
(وقد يطلق ابن الأنباري) على كمال الدين أبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي الوفاء النحوي الفاضل الأديب، قرأ الأدب على أبي منصور الجواليقي ولازم الشريف ابن الشجري حتى برع وصار ممن يشار إليه في النحو واشتغل عليه خلق كثير وصاروا علماء ببركته وكان مباركا ما قرأ عليه أحد إلا وتميز وانقطع

(1) المفضليات هي اختيارات لجملة من اشعار شعراء العرب جمع أبي العباس المفضل بن محمد بن يعلى بن عامر الضبي الكوفي كان عالما بالنحو والشعر والغريب وأيام الناس، حكي انه كان يكتب المصاحف ويقفها في المساجد، تكفيرا لما كتبه بيده من أهاجي الناس، اخذ عنه أبو زيد الأنصاري وغيره، توفي سنة 168 أو سنة 170.
(2) عامر بن الطفيل بن جعفر العامري، شاعر جاهلي بن عم لبيد الشاعر وكان فارس قيس وسيدهم وكان مع شجاعته سخيا حكيما توفي سنة 633 الميلادية.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»