اطلب مسألة فاشتغل قلبي فقلت للخادم خذها وامض بها فليس قدرها ان تشغل قلبي عن علمي فأخذها الغلام فقالت له دعني أكلمه بحرفين، فقالت له أنت رجل له محل وعقل وإذا أخرجتني ولم تبين ذنبي ظن الناس بي ظنا قبيحا، فقال لها مالك عندي ذنب غير انك شغلتني عن علمي، فقالت هذا سهل. فبلغ الراضي فقال لا ينبغي ان يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. وأملى كتبا كثيرة منها غريب الحديث قيل إنه خمسة وأربعون الف ورقة، وشرح المفضليات (1) وغير ذلك.
يروي ديوان شعر عامر (2) بن الطفيل عن أبي العباس ثعلب توفي ليلة النحر سنة 328 (شكح) وكان أبوه عالما بالأدب صدوقا دينا سكن بغداد وكان يملي في ناحية من المسجد وابنه في ناحية أخرى روى عنه جماعة من العلماء وروى عنه ولده المذكور، وله تصانيف توفي سنة 304 أو 305.
(وقد يطلق ابن الأنباري) على كمال الدين أبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي الوفاء النحوي الفاضل الأديب، قرأ الأدب على أبي منصور الجواليقي ولازم الشريف ابن الشجري حتى برع وصار ممن يشار إليه في النحو واشتغل عليه خلق كثير وصاروا علماء ببركته وكان مباركا ما قرأ عليه أحد إلا وتميز وانقطع