الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢١٧
وسيلة وأعلمهم بكتاب الله عز وجل. وفي النهاية في حديث ابن مسعود: انه مرض وبكى فقال انما أبكي لأنه أصابني على حال فترة ولم يصبني على حال اجتهاد أي على سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات. توفي بالمدينة سنة 32 (لب) وصلى عليه الزبير بن العوام. ودفن بالبقيع وكان له نيف وستون سنة.
قال ابن شحنة في الروضة: سنة 32 توفي عبد الله بن مسعود. جاء في بعض الروايات انه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وصاحب هذه الرواية أسقط أبا عبيدة ابن الجراح، وعن تلخيص الشافي قال: لا خلاف بين الأمة في طهارة ابن مسعود وفضله وايمانه ومدح رسول الله وثنائه عليه وانه مات على الحالة المحمودة منه.
(قلت) ويظهر من كتاب نصر بن مزاحم ان ابن مسعود كان له أصحاب منهم الربيع بن خيثم المعروف قال واتاه أي اتى أمير المؤمنين " ع " آخرون من أصحاب عبد الله بن مسعود فيهم ربيع بن خيثم وهم يومئذ أربعمائة رجل فقال يا أمير المؤمنين إنا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك ولا غنى بنا ولا بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل العدو فولنا بعض هذه الثغور نكون بها عن أهله فوجهه علي " ع " إلى ثغر الري فكان أول لواء عقده بالكوفة لواء ربيع ابن خيثم انتهى.
وقد ذكرنا في كتاب سفينة البحار وغيره ما يتعلق به ثم اعلم أن لابن مسعود أخا يقال له عتبة بن مسعود وكان قديم الاسلام ولم يرو عن النبي شيئا ومات في خلافة عمر وكان له ابن يقال له عبد الله ويكنى أبا عبد الرحمن منزله بالكوفة ومات بها في خلافة عبد الملك بن مروان وكان كثير الحديث والفتيا فقيها ومن ولده أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد الفقهاء السبعة المعروفة بالمدينة كان من اعلام التابعين سمع من ابن عباس وأبي هريرة وعائشة، وروى عنه أبو الزناد والزهري وغيرهما. يحكى عن عمر بن عبد العزيز انه قال:
لئن يكون لي مجلس من عبيد الله أحب إلي من الدنيا وما فيها، وقال: والله إني لاشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال. وبالجملة كان عالما
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»