الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٣٠
الأمان فلما سمع أبو الحسن الأنباري بذكر الأمان قصد حضرته فقال له: أنت قائل هذه الأبيات؟ قال نعم، قال أنشدنيها من فيك، فلما أنشد:
ولم أر قبل جذعك قط جذعا * تمكن من عناق المكرمات قام إليه الصاحب وعانقه وقبل فاه وأنفذه إلى عضد الدولة، فلما مثل بين يديه قال ما الذي حملك على مرثية عدوي؟ فقال حقوق سلفت وأياد مضت فجاش الحزن في قلبي فرثيته، فقال هل يحضرك شئ في الشموع والشموع تزهر بين يديه؟
فأنشأ يقول:
كأن الشموع وقد أظهرت * من النار في كل رأس سنانا أصابع أعدائك الخائفين * تضرع تطلب منك الامانا فلما سمعها خلع عليه وأعطاه فرسا وبدرة انتهى.
وزيد هذا هو أبو الحسين زيد بن علي بن أبي طالب " ع " ظهر في أيام هشام ابن عبد الملك الأموي وتبعه خلق كثير من الاشراف والقراء فحاربه يوسف ابن عمر الثقفي أمير العراقين، فانهزم أصحاب زيد فبقي في جماعة يسيرة فقاتلهم أشد قتال وحال المساء بين الفريقين، فانصرف زيد مثخنا بالجراح وقد أصابه سهم في جبهته، فطلبوا من ينزع النصل فأتى بحجام من بعض القرى فاستكتموه فاستخرج النصل فمات من ساعته فدفنوه في ساقية ماء وجعلوا على قبره التراب والحشيش وأجروا الماء على ذلك، وحضر الحجام مواراته فعرف الموضع، فلما أصبح مضى إلى يوسف منتصحا له فدله على موضع قبره، فاستخرجه يوسف بن عمر فقطع رأسه وبعث به إلى هشام فكتب إليه هشام ان أصلبه عريانا، فصلبه يوسف عريانا بكناسة الكوفة فروي انه نسجت العنكبوت على عورته فسترتها. وعن الحدائق الوردية: إذا أصبح أهل الكوفة ورأوا النسيج هتكوه بالرماح، فإذا جاء الليل نسجت العنكبوت عليه. وعن مقاتل الطالبيين: صلبوه عريانا فارتخى على بطنه من قدامه وظهره من خلفه حتى سترت عورته من القبل والدبر ولعل هذا بعد أن
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»