وأشرف على كمال البرء فقال لي اعط هذا المغربي شيئا يرضيه واصرفه فقلت له لماذا وقد ظهر نجح معافاته؟ فقال الامر كما تقول ولكني في راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم والالتزام بأخطارهم وقد سكنت روحي إلى الانقطاع والدعة، وقد كنت بالأمس وانا معافى أذل نفسي بالسعي إليهم وها انا اليوم قاعد في منزلي فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاؤني بأنفسهم لاخذ رأيي وبين هذا وذاك كثير ولم يكن سبب هذا إلا هذا المرض فما أرى زواله ولا معالجته ولم يبق من العمر إلا القليل فدعني أعيش باقيه حرا سليما من الذل فقد اخذت منه أوفر حظ، قال عز الدين فقبلت قوله وصرفت الرجل باحسان وكانت وفاة مجد الدين المذكور بالموصل سلخ سنة 606 (خو).
(وثانيهم): عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم، ولد بالجزيرة وسكن الموصل ولزم بيته منقطعا إلى التوفر على النظر في العلم والتصنيف، وكان بيته مجمع الفضل وكان حافظا للأحاديث والتواريخ وخبيرا بأيام العرب واخبارهم. صنف في التأريخ كتاب الكامل ابتدأ فيه من أول الزمان إلى آخر سنة 628، واختصر أنساب السمعاني، وله أسد الغابة في معرفة الصحابة توفي بالموصل سنة 630 (خل) (وثالثهم): ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي الكرم المنشئ الكاتب الأديب صاحب كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، توفى ببغداد سنة 637 (خلز) ودفن بمقابر قريش في الجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وله ولد اسمه محمد له نظم ونثر وصنف عدة تصانيف.
(ابن الأخضر) أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن مهدي بن عمران الإشبيلي الأديب اللغوي النحوي، شيخ القاضي عياض المعروف وجماعة، اخذ عن أبي الحجاج الملقب بالأعلم وأبي علي الغساني وغيرهما، له شرح الحماسة وشرح شعر أبي تمام، توفي