الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٠٦
فقال هذا الذي يزعم أن له ورعا وهو يذكر أخاه بما يذكره قال ثم تناول بيده اليسرى عارضه فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده وقال إنها لشيبة سوء ان كنت انما أتولى بقولكم وأبرأ منه بقولكم.
وروي عن عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين فقلت هذا حرام وهذا حلال لشهدت ان الذي قلت حلال حلال وان الذي قلت حرام حرام قال رحمك الله رحمك الله.
وروي انه لزمته شهادة فشهد بها عند أبي يوسف القاضي فقال أبو يوسف ما عسيت أقول فيك يا بن أبي يعفور وأنت جاري ما علمتك إلا صدوقا طويل الليل ولكن تلك الخصلة قال وما هي؟ قال ميلك إلى الترفض فبكى ابن أبي يعفور حتى سالت دموعه ثم قال يا أبا يوسف نسبتني إلى قوم أخاف ان لا أكون منهم فأجاز شهادته. (كا) عن أبي كهمش قال قلت لأبي عبد الله " ع " عبد الله بن أبي يعفور يقرؤك السلام قال عليك وعليه السلام إذا اتيت عبد الله فاقرأه السلام وقل له ان جعفر بن محمد يقول لك انظر ما بلغ به علي عند رسول الله (ص) فالزمه فان عليا عليه السلام انما بلغ ما بلغ به عند رسول الله بصدق الحديث وأداء الأمانة.
وروى الكليني أيضا عن ابن أبي يعفور قال: شكوت إلى أبى عبد الله " ع " ما ألقى من الأوجاع وكان مسقاما - أي كثير السقم فقال لي يا عبد الله لو يعلم المؤمن ماله من الجزاء في المصائب لتمنى انه قرض بالمقاريض.
(أقول) ما ورد في فضل ابن أبي يعفور أكثر من أن يذكر، وكفى في ذلك ما روي أنه كتب الصادق " ع " إلى المفضل حين مضى عبد الله بن أبي يعفور يا مفضل عهدت إليك عهدي كان إلى عبد الله بن أبي يعفور فمضى موفيا لله عز وجل ولرسوله ولإمامه بالعهد المعهود لله وقبض صلوات الله على روحه محمود الأثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه فبولادتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولإمامه منه
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»