الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٠٧
فما زال كذلك حتى قبضه الله إليه برحمته وصيره إلى جنته الخ.
(ابن الأثير) يطلق على ثلاثة إخوة من علماء السنة:
(أولهم) مجد الدين أبو السعادات المبارك بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري الأربلي صاحب كتاب النهاية في غريب الحديث والانصاف في الجمع بين الكشف والكشاف في تفسير القرآن المجيد اخذه من تفسير الثعلبي والزمخشري وجامع الأصول في أحاديث الرسول جمع بين الصحاح الستة وهي: صحيح البخاري، ومسلم، والموطأ، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، والترمذي وغير ذلك من التصانيف. كانت ولادته بجزيرة ابن عمر في سنة 554 ونشأ بها ثم انتقل إلى الموصل فاتصل بخدمة الأمير مجاهد الدين قاتمان فكتب بين يديه منشئا ثم اتصل بخدمة عز الدين محمود ابن مودود صاحب الموصل، وبعد وفاته اتصل بخدمة ولده نور الدين أرسلان شاه فحظى عنده وكتب له مدة ثم عرض له مرض كف يديه ورجله ومنعه من الكتابة مطلقا فأقام في داره يغشاه الأكابر والعلماء.
حكي انه صنف هذه الكتب كلها أيام تعطيله فإنه تفرغ لها وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة، وله شعر يسير فمن ذلك ما أنشده للأتابك صاحب الموصل وقد زلت بغلته:
إن زلت البغلة من تحته * فان في زلته عذرا حمله من علمه شاهقا * ومن ندى راحته بحرا حكى أخوه عز الدين علي انه لما اقعد جاءهم رجل مغربي والتزم انه يداويه ويبريه مما هو فيه وانه لا يأخذ اجرا إلا بعد برئه قال فملنا إلى قوله واخذ في معالجته بدهن صنعه فظهرت ثمرة صنعته ولانت رجلاه وصار يتمكن من مدها
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»