الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١١٩
الانشاد والزخرفة قليل الفائدة، وأبو عبيدة بضد ذلك.
قال شيخنا الشهيد الثاني في شرح الدراية عند ذكره لغريب الحديث ما هذا قوله: وقد صنف فيه جماعة من العلماء قيل أول من صنف فيه النضر بن شميل، وقيل أبو عبيدة معمر بن المثنى وبعدهما أبو عبيد القسم بن سلام وابن قتيبة ثم الخطابي فهذه أمهاته ثم تبعهم غيرهم بزوائد وفوائد كأبن الأثير فإنه بلغ بنهايته النهاية. ثم الزمخشري ففاق في الفائق كل غاية والهروي فزاد في غريبه غريب القرآن مع الحديث انتهى.
توفي سنة 209، وفي مروج الذهب: وفي سنة 211 مات أبو عبيدة العمري معمر بن المثنى كان يرى رأي الخوارج وبلغ نحوا من مائة سنة ولم يحضر جنازته أحد من الناس بالمصلى حتى اكترى لها من يحملها ولم يكن يسلم عليه شريف ولا وضيع إلا تكلم فيه وله مصنفات حسان في أيام العرب وغيرها منها كتاب المثالب.. الخ.
وحكي عن أبي عبيدة قال أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه فقدمت عليه، وكنت أخبر بخبره فأذن لي فدخلت عليه (اي ببغداد) وهو في مجلس طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه وفي صدره فراش عالية لا يرتقى عليها إلا بكرسي وهو جالس على الفراش فسلمت عليه بالوزارة فرد وضحك إلي واستدناني حتى جلست معه على فراشه ثم سألني وبسطني وتلطف بي وقال أنشدني فأنشدته من عيون الاشعار التي احفظها جاهلية، فقال لي قد عرفت أكثر هذا وأريد من ملح الشعر، فأنشدته فطرب وضحك وزاد نشاطا ثم دخل رجل في زي الكتاب وله هيئة حسنة فأجلسه إلى جانبي، وقال له أتعرف هذا؟ فقالا لا، فقال هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة أقدمناه لنستفيد من علمه فدعا له الرجل وقرضه لفعله هذا، ثم التفت إلي وقال: كنت إليك مشتاقا وقد سئلت عن مسألة أفتأذن لي ان أعرفك؟ قلت هات، فقال قال الله عز وجل: (طلعها كأنه رؤوس
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»