أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٦٩
والشقاء، فلا يهم الحريص، ولا يشبع جشعه إلا استكثار الأموال واكتنازها، دون أن ينتهي إلى حد محدود، فكلما أدرك مأربا طمح إلى آخر، وهكذا يلج به الحرص، وتستعبده الأطماع، حتى يوافيه الموت فيغدو ضحية الغناء والخسران.
والحريص أشد الناس جهدا في المال، وأقلهم انتفاعا واستمتاعا به، يشقى بكسبه وادخاره، وسرعان ما يفارقه بالموت، فيهنأ به الوارث، من حيث شقى هو به، وحرم من لذته.
والحرص بعد هذا وذاك، كثيرا ما يزج بصاحبه في مزالق الشبهات والمحرمات والتورط في آثامها، ومشاكلها الأخروية، كما يعيق صاحبه عن أعمال الخير، وكسب المثوبات كصلة الأرحام وإعانة البؤساء والمعوزين، وفي ذلك ضرر بالغ، وحرمان جسيم.
علاج الحرص:
وبعد أن عرفنا مساوئ الحرص يحسن بنا أن نعرض مجملا من وسائل علاجه ونصائحه وهي:
1 - أن يتذكر الحريص مساوئ الحرص، وغوائله الدينية والدنيوية وأن الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب.
2 - أن يتأمل ما أسلفناه من فضائل القناعة، ومحاسنها، مستجليا سيرة العظماء الأفذاذ، من الأنبياء والأوصياء والأولياء، في زهدهم في
(٦٩)
مفاتيح البحث: الموت (2)، الضرر (1)، القناعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»