أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٤٦
طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم (1).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله العالم والمتعلم شريكان في الأجر، للعالم أجران وللمتعلم أجر، ولا خير في سوى ذلك (2).
ومن الواضح أن تلك الخصائص الرفيعة، والمزايا المشرفة، لا ينالها الا طلاب العلم المخلصون، المتذرعون بطلبه إلى تزكية نفوسهم وتهذيب أخلاقهم، وكسب معرفة الله عز وجل وشرف طاعته ورضاه، فإذا ما تجردوا من تلك الخصائص والغايات، حرموا تلك المآثر الخالدة، ولم يجنوا إلا المآرب المادية الزائلة.
واليك مجملا من حقوق الطلاب:
1 - يجدر بأولياء الطلاب والمعنيون بتربيتهم وتعليمهم، أن يختاروا لهم أساتذة أكفاء، متحلين بالايمان وحسن الخلق، ليكونوا قدوة صالحة ونموذجا حسنا لتلامذتهم.
فالطالب شديد التأثر والمحاكاة لأساتذته ومربيه، سرعان ما تنعكس في نفسه صفاتهم وأخلاقهم، ومن هنا وجب اختيار المدرسين المتصفين بالاستقامة والصلاح.
2 - ومن حقوق الطلاب: أن يستشعروا من أساتذتهم اللطف والاشفاق، فيعاملون معاملة الأبناء، ويتفادون جهدهم عن احتقارهم واضطهادهم، لأن ذلك يحدث رد فعل سيئ فيهم، يوشك أن ينفرهم من

(١) الوافي ج ١ ص ٣٦، عن الكافي.
(٢) البحار م ١ ص ٥٦، عن بصائر الدرجات.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»