تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ١٠٠
وأوهامهم التي سطروها.
ثم إن قتال علي لمن قاتلهم من الناكثين والقاسطين والمارقين لم يكن جميعه عن اجتهاد محض بل جله كان عن أمر وتنصيص عن أخيه ص، وقد بسطنا النقل في ذلك في كتاب أحاديث المختار في معالي الكرار، ولذلك قال علي ع: (لم أجد إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله على محمد ص).
وأما قتال معاوية لعلي فليس شئ منه كان عن اجتهاد شرعي البتة، وإنما كان كله اجتهادا في الشر، وفي طاعة إبليس لأظغان بدرية، وأحقاد شركية، وأطماع دنيوية جاهلية، وشتان ما بين الاجتهاد الشرعي وبين مقاتلة صنو سيد المرسلين، وقتل خيار المهاجرين الأولين، وصفوة الأنصار السابقين، ومخلصي البدريين الصادقين الموفين، ولعن أخي النبي الأمين ص، وإكراه الناس على البراءة مما يدين الله به من الدين، وأي عاقل يشك في أن هذا عداوة لله رب العالمين.
وأما الزعم أن معاوية لم يكن منازعا لعلي في الإمامة فزعم باطل.
روى البخاري: خطب معاوية قال: من كان يريد أن
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة