بذلك صلاتهم وينالوا بذلك حمايتهم فيصنفوا لهم من الكتب ما يغوون به العوام ويحرفون الكلم عن مواضعه سلوكا لسبيل من تقدمهم من الأمم ومنهم من يكشف القناع فيذكر في صدر كتابه أنه صنفه تبعا لرغبة الأمير فلان:
(اشتروا بآيات الله وإيمانهم ثمنا قليلا).
قال الإمام المحدث الشريف محمد بن المرتضى رضي الله عنه في إيثار الحق: تواتر عن الصحابة أنهم كانوا يعتقدون في الباغي على أخيه المسلم، وعلى إمامه العادل أنه عاص آثم، وأن التأويل في ذلك مفارق للاجتهاد في الفروع فإنهم لم يتعادوا على شئ من مسائل الفروع، وتعادوا على البغي.
وكذلك أجمعت الأمة على الاحتجاج بسيرة علي ع في قتالهم، وليس المجتهد المعفو عنه يقاتل على اجتهاده، ويقتل ويهدر دمه. انتهى.
والاجتهاد طلب حكم ما لا نص فيه، ممن توفرت فيه شروط الاجتهاد، ولا بد من إخلاص النية فيه، وإطراح الهوى، وبين ما عمله معاوية وبين هذا بعد المشرقين، وإنما هو متبع خطوات إمامه إبليس، ولم يدع معاوية أنه مجتهد طالب حق لأنه كان له عقل، ويعرف أن ظاهر حاله يكذب تلك الدعاوى، ولكن وقحاء أذنابه هم مختلقوا هذه