تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ١٣٢
وفسقه واستحقاقه اللعن والذم، فليخبرنا بمن يستحق ذلك.
فإن من البديهي أن أفسق الفاسقين وأعتاهم على رب العالمين لو عمر مائة سنة لا تفوته لحظة في غير معصية، وقد أوتي من الشباب والأسباب كالقوة والثروة ما يتمناه وسخرت له في أغراضه الخبيثة شياطين الإنس ومردة الجن لو اجتمع كل هذا لانسان، وأحضر كتابه يوم المحشر لما ساوى جميع ما فيه وزر معاوية ساعة من نهار فضلا عن أكثر منها، فكيف بالسنين العديدة، وما نتج منها من بعد.
لأن هذا الفاجر المفترض الآن لا يجد أخا النبي عليهما وآلهما الصلاة والسلام فيقاتله ويعاديه، ويقتل معه نقاوة المهاجرين وصفوة الأنصار، فيعمل فيهم سيوف طغامه انتقاما من النبي ص وحقدا عليه، ولا الحسن سبط النبي ص فيقطع كبده بالسم، ولا الحسين ع فيوصي بقتله للثارات البدرية، ولا الإسلام مجتمعا كتلة واحدة، فيصدع بيضته، ويشتت وحدته، ولا الدين غضا طريا نقيا، فيبتدع فيه، ويقلبه رأسا على عقب، ويمزجه بالباطل، ولا أحاديث النبي ص غير مكتوبة فيؤجر الوضاعين على وضع ما شاء شيطانه ليخرجوا من الدين ما هو منه، ويدخلوا فيه ما هو براء منه تضليلا للأمة الأمية إلى
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة