تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ١٣٥
عليهم حسرة...) (1) ولعلماء السوء مرعى خصيب من تحريفهم النصوص، وبثهم الشكوك في هذا السبيل، وعمدة أنصار الطاغية سابقا ولاحقا الكذب والخداع، وكل ما رووه حتى ما قالوا إنه لم ينحط إلى درجة الموضوع يعلم من دقق البحث بإنصاف أنه زور مبين، وينثلج بهذا صدره حتى قبل بحثه عن ما يعارضه من الصحيح الثابت.
وأما من عرف هذا وعلم ما ورد في ذمه، وقرأ سيرته وسبر أفعاله فإنه يقطع ويجزم بأن جميع ما رواه أنصاره في فضله كذب صرف لم يتكلم المعصوم ص منه بحرف، لأنه حاشاه أن يزين القبيح، ويمدح الفاجر، أو يخبر بخلاف الواقع، أو يتناقض كلامه، ومعلوم أن الخبر لا يدخله النسخ، وإنما افتعل تلك الأخبار الأفاكون الطماعون المأجورون قاتلهم الله أنى يؤفكون.
قال العسقلاني في فتح الباري: عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، سألت أبي ما تقول في علي ومعاوية؟
فأطرق، ثم قال: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيادا لعلي، قال: فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من

(1) سورة الأنفال الآية 36.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة