الفرية الناعقون بها، وكان معاوية يصرح بأنه طالب دنيا، وملك ويجاهر بذلك تهتكا وقلة مبالاة.
ومن المتفق عليه انعقاد الإمامة لعلي بعد بيعة أهل الحل والعقد له، ولزوم طاعته أهل الشام كلزومها أهل المدينة سواء فبغي معاوية لو لم يأت فيه النص المتواتر لكان مما لا شك فيه لما ذكرناه فاجتهاده إنما كان في الشر والبغي والضلال المبين، قياما بالدعوة إلى النار، وليس من الاجتهاد الشرعي في شئ.
ومن يزعم أن معاوية من أهل الاجتهاد لا يسعه إن كان ذا عقل ودين إلا أن يعترف بأن الاجتهاد الشرعي لون، والبغي والدعاء إلى النار الذين اتصف بهما معاوية لون آخر.
لأن من يدور أمره بين أن يكون له أجران أو أجر واحد لا يجوز ذمه فضلا عن أن يهدر دمه، ويثاب قاتله، وهذا ظاهر، وإن تعامى عنه من تعامى محاذرة أو غفلة، أو لغرض، والغرض يعمي ويصم.
وقولهم: كل مجتهد مصيب معناه عندنا أن من توفرت فيه الشروط واجتهد فيما يجوز الاجتهاد فيه، وأخلص لوجه الله فإنه يكون مصيبا في فعله الاجتهاد، لأنه