الله تبارك وتعالى يحبهما من فوق عرشه» (1).
كما أن بغضهما (عليهما السلام) يوجب الشقاوة الأبدية، روى المجلسي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: «من أبغض الحسن والحسين (عليهما السلام) جاء يوم القيامة وليس على وجهه لحم، ولم تنله شفاعتي» (2).
وفي رواية أخرى: «من أحب هذين - يقصد الحسنين (عليهما السلام) - وأباهما وامهما فهو معي في درجتي يوم القيامة» (3).
والغرض من هذا البيان ذكر أن مراتب هذه الأنوار الطيبة التي كرمها الله وأعلا شرفها، فجعل كل خير مترشح عن وجود فاطمة المقدس ووجود أبي فاطمة وبعل فاطمة وأولاد فاطمة، بل جعل حسن كل شيء وكماله موقوفا عليهم، وجعل أفضل شيء وأفضل زينة لعباده الجنة وزين الجنة، بالحسنين.
روى أبو عوانة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: «الحسن والحسين شنفا العرش، وإن الجنة قالت: يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين، فقال لها الله: ألا ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين؟ قال: فماست الجنة كما تميس العروس فرحا» (4).
وهذه مرتبة ما فوقها مرتبة تتصور قط، أن يكون أولاد فاطمة وفلذة كبدها زينة لعرش رب العزة، وأن يولد من بطنها الطاهر أولاد يكونون سببا لنجاة الخلق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن عاداهم عاداه الله وحرمه من فضله العميم ورحمته الواسعة، فهل يتصور ثمة منزلة وفضيلة وخصيصة تفوق هذه المنزلة؟!