الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ٣٢١
الدنيا وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته فاطمة (عليها السلام) وتجمع بها شمله. فقال: يا أم سلمة، فما بال علي لا يسألني ذلك؟ فقلت:
يمنعه الحياء منك يا رسول الله (1).
* * * أجل; يمنعه الحياء، والحياء من أفضل الخصال يقينا، فقد ورد عن طرق العامة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إن لكل شيء خلقا، وخلق هذا الدين الحياء».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة» (2).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «الحياء لا يأتي إلا بخير» (3).
وقد ورد الأمر بالحياء في أخبار كثيرة، قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): استحوا من الله حق الحياء. قيل: كيف ذلك يا رسول الله؟ قال: «من حفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وذكر الموت والبلا، وترك زينة الحياة الدنيا، وآثر الآخرة على الاولى، فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء» (4).
وللحياء مراتب: الاولى كف الأذى عن الخلق، وترك التجاهر بالقبيح، وأن يجتنب في الخلاء ما يجتنبه في الملاء، وقيل في وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنه كان (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه» (5).
وقال عمرو بن بحر الجاحظ: الحياء لباس سابغ، وحجاب واق، وستر من

(١) البحار ٤٣ / ١٣٠ ح ٣٢ باب ٥ عن كشف الغمة ١ / 360 (في تزويجه (عليه السلام) فاطمة (عليها السلام)).
(2) البحار 1 / 149 ح 30 باب 4; و 71 / 329 ح 1 باب 81.
(3) البحار 71 / 329 ح 1 باب 81.
(4) البحار 1 / 142 ح 30 باب 4.
(5) البحار 16 / 230 ح 35 باب 9.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست