أما ظهره الشريف «وكان أقر الظهر ومحض المتن» (1) أي كان متينا محكما خالصا من أي نقص ظاهري، وهذا يعني أن مفاصله وعظامه المتصلة بالفقرات عن اليمين وعن الشمال لم تكن ظاهرة ناتئة، ولا متفاوتة في الارتفاع والإنخفاض الذي يؤدي إلى نقصان في التركيب وعدم انسجام في الهيئة، ومعلوم أن الظهر المستوي بهذه الصورة لابد أن يكون غاية في الجمال وحسن التركيب، وهذا النوع من الظهر يكون طبيعته المتانة والقوة والصلاة، ولو لم يكن - حسب الأسباب البشرية الظاهرة - ذا متانة وقوة وصلابة لما تحمل كل تلك الشدائد والأعباء الظاهرية، ولما قهر الشجعان وفرسان العرب وأذاقهم الذل والهوان، وهو القائل «ولو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها» (2). وهو (عليه السلام) يفعل ما يقول يقينا وحاشاه عن المبالغة.
والقوة في الإنسان تظهر في عضوين من أعضائه: الظهر واليد، وهما عنده (عليه السلام) غاية في الكمال والتناسب والانسجام مع بقية أعضائه، وهو القائل (عليه السلام):
«أنا يد الله وأنا جنب الله» (3).
فلابد أن يكون ذلك الوجود المقدس أقوى القوى الإمكانية، وأن يكون قاهرا للجميع غالبا غير مغلوب.
ولا بأس أن نختم الحديث عن شمائله المباركة بوصف صدره المبارك مخزن