وكان من ثمود وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج منه اصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه الحديث وفي العرائس عن مجاهد قيل له هل بقي من قوم لوط أحد قال لا إلا رجل بقي أربعين يوما وكان بالحرم فجاءه حجر ليصيبه في الحرم فقام اليه ملائكة الحرم فقالوا للحجر ارجع من حيث جئت فإن الرجل في حرم الله تعالى فرجع فوقف خارجا من الحرم أربعين يوما بين السماء والأرض حتى قضى الرجل حاجته وخرج من الحرم إلى هذا المحل اصابه الحجر فقتله فدفن به وأبو رغال هذا هو الذي كان دليلا لأبرهة ليوصله إلى مكة لما مر أبرهة بالطائف وتلقاه أهله وأظهروا له الطاعة وقالوا له نرسل معك من يدلك على الطريق فأرسلوا أبا رغال معه دليلا كما تقدم وقال صلى الله عليه وسلم أية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه اصبتموه فابتدره الناس فنبشوه واستخرجوا منه الغصن وقدم صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه على مقدمته أي وهي خيل بني سليم مائة فرس قدمها من يوم خرج من مكة واستعمل عليهم خالد بن الوليد فلم يزل كذلك حتى وصل فلما وصل نزل قريبا من الحصن وعسكر هناك فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحات أي وممن أصيب أبو سفيان بن حرب أصيبت عينه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وعينه في يده فقال يا رسول الله هذه عيني أصيبت في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن شئت دعوت فردت عينك وإن شئت فالجنة وفي لفظ فعين في الجنة قال فالجنة ورمى بها من يده أي وقلعت عينه الثانية في القتال يوم اليرموك عند مقاتلة الرم فإن أبا سفيان رضي الله عنه كان في ذلك اليوم يحرض المسلمين على قتال الروم والثبات لهم ويقول لهم الله الله عباد الله انصروا الله ينصركم اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك وذلك في آخر خلافة الصديق فإن الصديق رضي الله عنه توفي وهم في الاستعداد للقتال باليرموك وكان الأمير على العسكر خالد بن الوليد رضي الله عنه ولما ولي سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه أرسل البريد بعزل خالد وولاية أبي عبيدة ابن الجراح على العسكر فجاء البريد وقد التحم القتال بين المسلمين والروم واخذته
(٧٧)