السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٨١
لهم إبليس لعنه الله في صورة نجار فصنع لهم المنجنيق ونصبوه على راس الجبل ووضعوه فيه وألقوه في تلك النار وأول من رمى به في الجاهلية جذيمة الأبرش وهو أول من أوقد الشمع ودخل نفر من الصحابة تحت دبابة وزحفوا بها إلى جدار الحصن ليحرقوه وفي الإمتاع دخلوا تحت دبابتين وكانا من جلود البقر فأرسلت إليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فخرجوا من تحتها فرموهم بالنبل فقتل منهم رجال أي والدبابة بفتح الدال المهملة ثم موحدة مشددة وبعد الألف موحدة ثم تاء التأنيث وهي آلة من آلات الحرب تجعل من الجلود يدخل فيها الرجال فيدبون بها إلى الاسوار لينقبوها وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أعنابهم أي ونخيلهم وتحريقها فقطع المسلمون قطعا ذريعا فسألوه أن يدعها لله وللرحم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أدعها لله والرحم ونادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما عبد نزل من الحصن وخرج الينا فهو حر فخرج منهم بضعة عشر أي وقيل ثلاثة وعشرون رجلا ونزل منهم شخص في بكرة فقيل له أبو بكرة أي وكان عبدا للحارث بن كلدة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة قال واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن في أن يأتي ثقيفا في حصنهم ليدعوهم إلى الإسلام فأذن له في ذلك فأتاهم فدخل في حصنهم فقال لهم تمسكوا في حصنكم فوالله لنحن أذل من العبيد أي زاد بعضهم ولا تعطوا بأيديكم ولا تتأثروا أي لا يشق عليكم قطع هذا الشجر فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما قلت لهم يا عيينة قال أمرتهم بالإسلام ودعوتهم اليه وحذرتهم النار ودلتهم على الجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت إنما قلت لهم كذا وقص عليه القصة فقال صدقت يا رسول الله أتوب إلى الله وإليك من ذلك أ ه ولم يؤذن لرسول الله صى في فتح الطائف أي فإن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت له يا رسول الله ما يمنعك أن تنهض إلى أهل الطائف قال لم يؤذن لنا الآن فيهم وما أظن أن نفتحها الآن وقال له عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في ذلك فقال لم يؤذن لنا في قتالهم فقال رضي الله تعالى عنه كيف نقبل في قوم لم يأذن الله فيهم وفي لفظ إن خولة قالت يا رسول الله أعطني ان فتح الله عليك
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»