السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٨٢
الطائف حلى بادية بنت غيلان أو حلى الفارعة بنت عقيل وكانتا من أحلى نساء ثقيف فقال لها صلى الله عليه وسلم وإن كان لم يؤذن لنا في ثقيف يا خولة فذكرت خولة ذلك لعمر بن الخطاب فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما حديث حدثتنيه خولة زعمت أنك قلت لها قال قلته قال أو ما أذن الله فيهم يا رسول الله قال لا قال أو أذن بالرحيل قال بلى واستشار رسول الله بعض الناس أي وهو نوفل بن معاوية الديلي في الذهاب أو المقام فقال له يا رسول الله ثعلب في جحر إن أقمت اخذته وان تركته لم يضرك فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه فأذن في الناس بالرحيل فقبح الناس ذلك وقالوا نرحل ولم يفتح علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغدوا على القتال فغدوا فأصابت الناس جراحات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا قافلون إن شاء الله فسروا بذلك وأذعنوا وجعلوا يرحلون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك أي تعجبا من سرعة تغير رأيهم لأنهم رأوا أن رأيه صلى الله عليه وسلم أبرك وأنفع من رأيهم فرجعوا اليه وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده فلا ارتحلوا واستقبلوا قال قولوا آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون وقيل يا رسول الله ادع على ثقيف أهل الطائف فقال اللهم اهد ثقيفا وأئت بهم مسلمين ولعل صاحب الهمزية رحمه الله يشير إلى ذلك بقوله * جهلت قومه عليه فأغضى * وأخو الحلم دأبه الإغضاء * وسع العالمين علما وحلما * فهو بحر لم تعيه الأعباء * أي آذاه صلى الله عليه وسلم قومه من قريش وغيرهم فأرخى جفنه حياء وصاحب عدم الانتقام شأنه إرخاء الجفن وسع علمه علوم العالمين من الإنس والجن والملك ووسع حلمه كل من صدر منه نقص فهو بسبب ذلك بحر واسع لم تتعبه الأحمال الثقيلة ومن جملة من جرح سيدنا عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما رماه بسهم أبو محجن وطاوله ذلك الجرح إي أن مات به في خلافة أبيه ورثته زوجته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وكان يحبها حبا شديدا مر عليه أبوه يوم جمعة وهو يلاعبها وقد صلى الناس فقال عبد الله أو جمع الناس فسمعه أبوه فقال أشغلتك عن
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»