السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٨٠
وغيلان هذا لما وفد على كسرى قال له أي ولدك أحب إليك فقال الغائب حتى يقدم والمريض حتى يعافى والصغير حتى يكبر وكان المخنثون في زمانه صلى الله عليه وسلم ثلاثة هيت وماتع وهذم وقيل لهم ذلك لأنه كان في كلامهم لين وكانوا يختضبون بالحناء كخضاب النساء لا أنهم يأتون الفاحشة الكبرى ويحتمل أن يكون كل من ماتع وهيت كان معه صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة وقد سمع منهما ما تقدم عنهما ويدل لهذا الاحتمال أنه نفاهما وفي البخاري أن القائل لعبد الله ما تقدم هو هيت ويحتمل أن الذي كان معه صلى الله عليه وسلم أحدهما وتكرر منه ذكر ما تقدم وتسميته باسم الآخر خلط من بعض الرواة فليتأمل وقال اقبل خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه ونادى من يبارز فلم يطلع اليه أحد ثم كرر ذلك فلم يطلع اليه أحد وناداه عبد ياليل لا ينزل إليك منا أحد ولكن نقيم في حصننا فإن به من الطعام ما يكفينا سنين فإن أقمت حتى يذهب هذا الطعام خرجنا إليك بأسيافنا جميعا حتى نموت عن آخرنا أ ه ونصب عليهم المنجنيق أي ورمى به كما في كلام غير واحد من أئمتنا وهو أول منجنيق رمى به في الإسلام أي ارشده إليه سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال إنا كنا بأرض فارس ننصب المنجنيقات على الحصون فنصيب من عدونا أي ويقال إن سلمان رضي الله تعالى عنه هو الذي عمله بيده وفيه أنه تقدم في خيبر أنه لما فتح حصن الصعب وجدوا فيه آلة حرب ودبابات ومنجنيقات إلا أن يقال سلمان صنع هذا المنجنيق الذي بالطائف لأنه يجوز أن يكون الذي وجدوه في خيبر لم يكن معهم في الطائف وتقدم في خيبر انه صلى الله عليه وسلم لما حاصر الوطيح وسلالم أربعة عشر يوما ولم يخرج أحد منهما هم صلى الله عليه وسلم أن يجعل عليهم المنجنيق وتقدم عن الامتاع أنه صلى الله عليه وسلم نصب المنجنيق على حصن البراء وقد قدمنا أن ذلك لا يخالف قول بعضهم لم ينصب المنجنيق الا في غزوة الطائف لأنه يجوز أن يكون مراد هذا البعض لم يرم به الا في غزوة الطائف أي كما أشرنا اليه وأول من صنع المنجنيق إبليس فإن نمروذا لعنهما الله لما أراد ان يلقى إبراهيم عليهم الصلاة والسلام في النار بني إلى جنب الجبل جدارا طوله ستون ذراعا ولما ألقوا الحطب وجعلوا فيه النار ووصلت النار إلى رأس ذلك الجدار لم يدروا كيف يلقون إبراهيم فتمثل
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»