السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٨
خيول المسلمين وسألوه عن الخبر فلم يخبرهم الا بخبر وسلامة وأخبرهم عن امداد يجئ إليهم واخفى موت أبي بكر رضي الله تعالى عنه وتأمير أبي عبيدة فأتوا به إلى خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه فأسر اليه موت أبي بكر وولاية عمر رضي الله تعالى عنهما وأخبره بما أخبر به الجند فاستحسن ذلك منه واخذ الكتاب فجعله في كنانته وخاف إن هو أظهر ذلك يتخاذل العسكر ثم لما هزم الله الروم وجمعوا الغنائم ودفنوا قتلى المسلمين وقد بلغوا ثلاثة آلاف دفع خالد رضي الله تعالى عنه الكتاب إلى أبي عبيدة رضي الله تعالى عنه فتولى أبو عبيدة ثم بعث أبو عبيدة أبا جندل رضي الله تعالى عنه بشير إلى سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه بالتفح على المسلمين ولما عزل سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه خالد بن الوليد وولى أبا عبيدة خطب الناس وقال إني اعتذر إليكم من خالد بن الوليد إني نزعته وأثبت أبا عبيدة بن الجراح فقام اليه عمرو بن حفص وهو ابن عم خالد بن الوليد وابن عم أم سيدنا عمر فقال والله ما عدلت يا عمر لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وغمدت سيفا سله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قطعت الرحم وجفوت ابن العم فقال عمر رضي الله تعالى عنه إنك قريب القرابة حديث السن غضبت لابن عمك ومات ممن خرج بالطائف اثنا عشر رجلا فارتفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع مسجد الطائف الآن وكان معه صلى الله عليه وسلم من نسائه أم سلمة وزينب رض 4 ي الله تعالى عنهما فضرب لهما قبتين وكان يصلي بين القبتين الصلاة مقصورة مدة حصار الطائف وكانت ثمانية عشر يوما أي غير يومي الدخول والخروج وهذا هو المراد يقول فقهائنا لأنه صلى الله عليه وسلم أقامها بمكة عام الفتح لحرب هوازن يقصر الصلاة وقيل في مدة حصاره غير ذلكودخل صلى الله عليه وسلم خيمة أم سلمة وعندها أخوها عبد الله ومخنث وإذ المخنث يقول يا عبد الله إن فتح الله عليك الطائف غدا فعليك بابنه غيلان فان تقبل بأربع وتدبر بثمان فلما سمعه صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل هذا عليكن وأراد المخنث بالأربع التي تقبل بهن عكنها الأربع التي في بطنها ولكل عكنة طرفان فتكون ثمانية من خلفها فهي الثمانية التي تدبر بهن اي وفي الامتاع كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مولى لخالته فاخته بنت عمرو
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»