السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٦
غزوة الطائف ولما علم صلى الله عليه وسلم أن مالك بن عوف وجمعا من اشراف قومه لحقوا بالطائف عند انهزامهم أي الطائف بلد كبير كثير الأعناب والنخيل والفاكهة قيل سمي بذلك لأن جبريل عليه السلام طاف بها حين نقلها من الشام إلى الحجاز بدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام أي أن الله يرزقهم أي أهل مكة من الثمرات أي وقيل إنهم بنوا حواليها حائطا وطافوا به تحصينا لهم وقيل هي جنة أصحاب الصريم كانوا نواحي صنعاء نقلها جبريل عليه السلام فسار بها إلى مكة وطاف بها حول البيت ثم أنزلها في ذلك المكان أي ويقال له وج سمي ذلك باسم شخص من العماليق أول من نزل به وأن أولئك القوم تحصنوا في حصن به وأدخلوا فيه ما يصلحهم سنة خرج صلى الله عليه وسلم من حنين وتوجه إليهم وترك السبي بالجعرانة أي وفي الامتاع أنه صلى الله عليه وسلم بعث بالسبي والغنائم إلى الجعرانة مع بديل ابن ورقاء الخزاعي وفي كلام السهيلي وكان سبي حنين ستة آلاف رأس قد ولى صلى الله عليه وسلم عليه وسلم أبا سفيان بن حرب امرهم وجعله أمينا عليهم هذا كلامه أي ولعل هذا بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف لأن أبا سفيان كان معه صلى الله عليه وسلم بالطائف كما سيأتي فلا معارضة أي ومر صلى الله عليه وسلم بحصن مالك بن عوف فأمر به فهدم ومر بحائظ أي بستان لرجل من ثقيف قد تمنع فه فأرسل اليه صلى الله عليه وسلم إما أن تخرج وإما ان نخرب عليك حائطك فأبي أن يخرج فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحراقه ومر صلى الله عليه وسلم بقبر فقال هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثفيف أي وكان من ثمود قوم صالح أي وقد أصابته النقمة التي أصبات قومه بهذا المكان ثم دفن فيه أي بعد أن كان بالحرم ولم تصبه تلك النقمة فلما خرج من الحرم إلى المكان المذكور اصابته النقمة فعن بعض الصحابة حين خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فمررنا بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»