السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٣
آخذ منك صداقا غيره فتزوجها قال انس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا فقالوا هذه العميصاء بنت ملحان أم انس بن مالك وعنه رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل على أحد من النساء إلا أزواجه وإلا أم سليم فإنه كان يدخل عليها فقيل له في ذلك فقال إني ارحمها قتل أخوها معي ولعل المراد أنه كان يكثر الدخول عليها كأزواجه ولا ينافي انه صلى الله عليه وسلم كان يدخل على غيرها من النساء الأنصار لأن من خصائصه صلى الله عليه وسلم جواز الاختلاء بالأجنبية فكان يدخل على أخت أم سليم وهي أم حرام بالراء رضي الله عنها وتفلى له رأسه الشريف وينام عندها ويدخل على الربيع ثم رأيته في الامتاع أشار إلى ذلك وفي مزيل الخفاء أن أم سليم وأختها خالتا النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاع وعليه فلا دلالة في دخوله صلى الله عليه وسلم عليهما والخلوة بهما على جواز الخلوة بالأجنبية وعن أنس رضي الله عنه قال مات ابن لأبي طلحة من أم سليم أي وهو أبو عمير الذي كان صلى الله عليه وسلم يداعبه ويقول أب عمير ما فعل النغير ذكره السيوطي في كتابه تبريد الأكباد وفي كلام بعضهم ما يفيد أنه غيره فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه فجاء فقال ما فعل ابني قالت هو أسكن ما كان فقربت اليه عشاء فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت وطلبوا عاريتهم ألهم ان يمنعوا قال لا قالت فاحتسب ابنك فغضب ثم انطلق حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال فحملت بعبد الله المذكور قالت ولما ولدته حملته وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل معك تمر فقلت نعم فناولته تمرات فألقاهن في فيه الشريف فلا كهن ثم فغز فالصبى فمجه فيه فجعل الصبي يتلمظ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»