السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٢
الأخرى فوالله ما ارسلني وجدت ريح الموت ولولا أن الدم نزفه لقتلني فسقط وضربته فقتلته وأجهضني القتال من استلابه فلما وضعت الحرب أوزارها قلت يا رسول الله لقد قتلت قتيلا ذا سلب واجهضني عنه القتال فما أدري من استلبه فقال رجل من أهل مكة صدق يا رسول الله فأرضه عني من سلبه فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لا يرضيه تعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن دين الله تقاسمه سلب قتيله وفي لفظ قال أبو بكر رضي الله عنه أي للنبي صلى الله عليه وسلم كلا تعطيه أضييع من قريش وتدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله والأضيع تصغير ضبع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أردد عليه سلبه قال أبو قتادة رضي الله عنه فأخذته منه فاشتريت بثمنه أي السلب الذي جمعته الذي جمعته بستانا وأدرك ربيعة بن رفيع دريد ابن الصمة فأخذ بخطام جملة وهو يظن أنه امرأة فإذا هو شيخ كبير أعمى ولا يعرفه الغلام فقال له دريد ماذا تريد قال أقتلك قال ومن أنت قال انا ربيعة بن رفيع السلمي ثم ضرب بسيفه فلم يغن شيئا فقال له يسخر به بئس ما سلحتك أمك بن خذ سيفي هذا من مؤخرة الرحل ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة فرب يوم قد منعت فيه نساءك فقتله فلما أحبر ربيعة أمه بقتله فقالت له أما والله لقد اعتق اثنين بل ثلاثا وقالت له ألا تكرمت عن قتله لما أخبرك بمنه علينا فقال ما كنت لاتكرم عن رضا الله ورسوله أي وقيل القاتل لدريد بن الصمة الزبير بن العوام رضي الله عنه وقيل عبد الله بن قبيع وكانت أم سليم رضي الله عنها مع زوجها أبي طلحة رضي الله عنه وهي حازمة وسطها ببرد لها وفي حزامها خنجر وكانت حاملا بابنها عبد الله فقال لها زوجها أبو طلحة ما هذا الخنجر معك يا أم سليم قالت إن دنا مني أحد من المشركين بعجته به فقال أبو طلحة الا تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم الرميصاء فأعادت عليه القول فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك أي وكان يقال لها العمصياء والرميصاء وهي التي يخرج القذى من عينها ومن ثم قال بعضهم قيل له لها الرميصاء لرمص كان في عينها وعن ولدها أنس بن مالك رضي الله عنه الله عنه قال قد مات أبي مالك عنها مشركا ثم خطبها عمي أبو طلحة وهو مشرك فأبت ودعته الاسلام فأسلم فقالت له إني أتزوجك ولا
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»