الصلاة لا جرم لا تبرحن حتى تطلقها فطلقها ثم تعب عبد الله بسبب طلاقها فاطلع عليه أبوه يوما فسمعه يقول أبياتا من جملتها * فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها * ولا مثلها في غير جرم تطلق * فقال له يا عبد الله راجع عاتكة فقال لأبيه قف بمكانك وكان معه غلام مملوك له فقال الغلام أنت حر لوجه الله اشهدا أني قد راجعت عاتكة فلما مات رضي الله تعالى عنه رثته بقولها في ابيات * آليت لا تنفك عيني حزينة * عليك ولا ينفك جلدي أغبرا * ثم تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فلما أعرس بها قال له علي كرم الله وجهه أتأذن لي أن أكلم عاتكة فقال لا غيرة عليك كلمها فقال لها علي كرم الله وجهه أنت القائلة البيت * آليت لا تنفك عيني قريرة * عليك ولا ينفك جلدي أصفرا * قالت لما أقل هكذا وبكت وعادت إلى حزنها فقال له عمر رضي الله تعالى عنه يا أبا الحسن إلا إفسادها علي فلما قتل عمر رضي الله تعالى عنه رثته بأبيات منها * من لنفس عادها احزانها * ولعين شفها طول السهد * جسد لفف في أكفانه * رحمة الله على ذال الجسد * * ثم تزوجها الزبير رضي الله تعالى عنه فلما قتل رثته بأبيات منها تخاطب قاتله * ثكلتك أمك أن قتلت لمسلما * حلت عليك عقوبة المتعمد * ثم خطبا سيدنا علي كرم الله وجهه فقالت له لم يبق للإسلام غيرك وأنا أنفس لك عن القتل ومن ثم قيل في حقها من أراد الشهادة فعليه بعاتكة وعند منصرفه صلى الله عليه وسلم من ذلك أي وبينا هو يسير ليلا بواد بقربب الطائف إذ غشى سدرة في سواد الليل وهو في وسن النوم فانفرجت السدرة له نصفين فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نصفيها وبقيت منفرجة على حالها أي وعند انحداره صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة لقيه سراقة وهو واضع الكتاب الذي كتبه له صلى الله عليه وسلم عند الهجرة بين أصبعيه وينادي أنا سراقة وهذا كتابي فقال صلى الله عليه وسلم هذا يوم وفاء ومودة أدنوه فأدنوه منه وساق اليه الصدقة
(٨٣)