السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٨٤
وسأله عن الضالة من الإبل ترد حوضه الذي ملأه لإبله هل له في ذلك من أجر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم في كل ذات كبد حراء أجر وعند وصوله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة أحصى السبي فكان ستة آلاف رأس والإبل أربعة وعشرين ألفا والغنم أكثر من أربعين ألفا وأربعة آلاف أوقية فضة فأعطى صلى الله عليه وسلم للمؤلفة أي من أسلم من أهل مكة فكان أولهم أبا سفيان بن حرب رضي الله تعالى عنه أعطاه أربعين أوقية ومائة من الإبل وقال ابني يزيد ويقال ويقال له يزيد الخير فأعطاه كذلك وقال ابني معاوية فأعطاه كذلك فأخذ أبو سفيان رضي الله تعالى عنه ثلاثمائة من الإبل ومائة وعشرين أوقية من الفضة وقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله لأنت كريم في الحرب وفي السلم أي وفي لفظ لقد حاربتك فنعم المحارب كنت وقد سالمت فنعم المسالم أنت هذا غاية الكرم جزاك الله خيرا وأعطى حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه مائة من الإبل ثم سأله مائة أخرى فأعطاه إياها أي وفي الامتاع وسأله حكيم بن حزام مائة من الإبل فأعطاه ثم سأله مائة فأعطاه ثم سأله مائة فأعطاه وقال له يا حكيم هذا المال خضر حلو من أخذه بسخاوة نفس بورك ما فيه ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى فأخذ حكيم المائة الأولى وترك ما عداها أي وقال يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا لا ارزا أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله تعالى عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال عمر يا معشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبي أن يأخذه وأعطى صلى الله عليه وسلم الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثله وأعطى العباس بن مرداس أربعين من الإبل فقال في ذلك شعرا أي يعاتبه صلى الله عليه وسلم به حيث فضل الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن عليه وهو * أتجعل نهبي ونهب العبي * د يعني فرسه بين عيينة والأقرع * وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في مجمع * وما كنت دون امرئ منهم * ومن تضع اليوم لا يرفع * فأعطاه صلى الله عليه وسلم تمام المائة أي وفي رواية أنه قال اقطعوا عنى لسانه
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»