السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٩١
له ثم قال تخرج إليهم أم يدخلون قال أخرج فخرج صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر قريش هل فيكم من غيركم قالوا لا إلا ابن أختنا فذكره ثم قال يا معشر قريش إن أولى الناس المتقون فانظروا لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي انتهى فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال يا معشر الأنصار ما مقاله بلغتني عنكم وجدة وجدتموها على في أنفسكم والمقالة كما علمت الكلام الردئ والجدة الغضب والمعروف أنه الموجودة ومن ثم قال بعضهم الجدة في المال والموجدة في الغضب ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغنا كم الله بي وأعداء فألف بين قلوبكم أي وفي لفظ وكنتم متفارقين فجمعكم الله وفي لفظ يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالإيمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله قالوا بلى الله ورسوله أمن وأفضل ثم قال صلى الله عليه وسلم ألا تجييوني يا معشر الأنصار قالوا بماذا نجيبك يا رسول الله لله ولرسوله المنة والفضل أي وفي لفظ قالوا يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور ووجدتنا على شفا جرف من النار فأنقذنا الله بك ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك فرضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فافعل ما شئت فأنت يا رسول الله في حل قال إذن والله لو شئتم لقلتم فصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فأويناك وعائلا فأغنيناك أي وخائفا فأمناك أوي أي إن كان متعديا كما هنا فالأفصح المد وإن كان قاصرا فالأفصح القصر قال تعالى وأويناهما إلى ربوة وقال تعالى إذ أوى الفتيه إلى الكهف قال فقال الأنصار المن لله ورسوله والفضل علينا وعلى غيرنا فقال ما حديث بلغني عنكم فسكتوا فقال ما حديث بلغني عنكم فقال فقهاء الأنصار أما رؤساؤنا فلم يقولوا شيئا وأما ناس منا حديثة أسنانهم قالوا يغفر الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم أي وفي رواية ما الذي بلغني عنكم قالوا هو الذي بلغك لأنهم لا يكذبون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعطي رجالا حديثو عهد بكفر أتألفهم أه أي وفي رواية إن قريشا حديثو عهد بجاهلية ومصيبة وإني أردت أن اجبرهم وأتالفهم أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لغاغة بضم اللام وغينين معجمتين أي شيء قليل من الدنيا ألفت بها
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»