السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٥
قبره الشريف قثم بن العباس رضي الله عنهما وقيل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لأنه ألقى خاتمة في القبر الشريف وقال لعلي يا أبا الحسن خاتمي وإنما طرحته عمدا لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكون آخر الناس عهدا به قال انزل فخذه وقيل القى الفأس في القبر وقال الفأس الفأس فنزل وأخذها ويقال إن عليا كرم الله وجهه لما قال له المغيرة ذلك نزل وناوله الخاتم أي أو الفأس أو أمر من نزل وناوله ذلك وقال له إنما فعلت ذلك لتقول أنا آخر الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا واعترض بأن المغيرة رضي الله عنه لم يكن حاضرا للدفن وقد روى أن جماعة من العراق قدموا على علي كرم الله وجهه فقالوا يا أبا الحسن جئناك لنسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه فقال لهم أظن أن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أجل عن هذا جئنا نسألك قال كان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس رضي الله عنهما وقام الاجماع على أن هذا الموضع الذي ضم أعضاءه الشريفة صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع الأرض حتى موضع الكعبة الشريفة قال بعضهم وأفضل من بقاع السماء أيضا حتى من العرش وعن انس بن مالك رضي الله عنه ما نفضنا الأيدي من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا قال بعضهم واظلمت الدنيا حتى لم ينظر بعضنا إلى بعض وكان أحدنا يبسط يده فلا يراها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا فرط لأمتي لن يصابوا بمثلي وفي مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال إن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بأمة خيرا قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها فياله من خطب جل عن الخطوب ومصاب علم دمع العيون كيف يصوب وطارق هجم هجوم الليل وحادث هد كل القوي والحيل ولشدة أسف حماره عليه صلى الله عليه وسلم الذي كان يركبه ألقى نفسه في حفيرة فمات كما تقدم وتركت ناقته صلى الله عليه وسلم الأكل والشرب حتى ماتت وأنشد الحافظ الدمياطي عن غير * ألا يا ضريحا ضم نفسا زكية * عليك السلام الله في القرب والبعد * عليك سلام الله ما هبت الصبا * وما ناح قمري على البان والرند *
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»