السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩١
والله أفضل من رأيك فيه ثم دعا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه فقال أخبرني عن عمر فقال أنت أخبرنا به ثم دعا عليا كرم الله وجهه وقال له مثل ذلك ثم قال علي كرم الله وجهه اللهم عملي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله ودعا جمعا من الأنصار فيهما أسيد بن حضير وسألهم فقال اللهم أعلمه يرضى للرضا ويسخط للسخط الذي يسر خير من الذي يعلن ولن يلي هذا الامر أحد أقوى عليه منه فعند ذلك دعا عثمان رضي الله تعالى عنه فقال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر ابن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب إني استحلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا فإن عدل فذلك ظني فيه وعلمي به وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب والخير أردت ولا أعلم الغيب * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم أمر بالكتاب فختم ثم دعا عمر خاليا فأوصاه بالمسلمين وقبل أن يظهر الصديق رضي الله عنه هذا الأمر اطلع على الناس من كوة وقال أيها الناس إني قد عهدت عهدا أفترضون به فقال الناس رضينا يا خليفة رسول الله فقام علي كرم الله وجهه فقال لا نرضى إلا أن يكون عمر قال فإنه عمر قال وكانت صلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم كصلاتهم على غيره أي بتكبيرات أربع لا مجرد الدعاء من غيرتكبيرات ا ه وهو يخالف ما تقدم المفيد أن صلاتهم إنما كانت مجرد الدعاء لا الصلاة المعهودة وق يقال لا مخالفة وإنما نصوا على الدعاء لكونه مخالفا للدعاء المعروف في صلاة الجنازة على غيره صلى الله عليه وسلم وفي شرح مسلم عن القاضي عياض واختلف هل صلى الله عليه وسلم فقيل لم يصل عليه أحد أصلا وإنما كان الناس يدخلون أرسالا يدعون ويتضرعون والصحيح الذي عليه الجمهور أنهم صلوا عليه أفرادا فكان يدخل عليه فوج يصلون فرادى ثم يخرجون ثم يدخل فوج آخر فيصلون كذلك وعن ابن الماجشون صلى الله عليه وسلم اثنان وسبعون صلاة كحمزة رضي الله عنه قيل له من أين لك هذا قال من الصندوق الذي تركه مالك رحمه الله تعالى بخطه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما فصلى عليه الرجال الأحرار أولا ثم النساء الأحرار ثم الصبيان ثم العبيد ثم الإماء
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»