السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٣
وفي رواية بيضاء كان يجعلها على رجليه إذا سافر لأن الأرض كانت ندية وقال والله لا يبلسها أحد بعدك فدفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أخرجت أي عملا بوصيته صلى الله عليه وسلم فقد روى البيهقي عن أبي موسى رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم أوصى أن لا تتبعوني بصارخة ولا مجمرة ولا تجعلوا بيني وبيي الأرض شيئا لكن في رواية الجامع الصغير افرشوا لي قطيفتي في لحدي فإن الأرض لم تسلط على أجسا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكان دفنه صلى الله عليه وسلم ليلة الأربعاء وعن أم سلمة رضي الله عنه كنا مجتمعين نبكي تلك الليلة لم ننم فسمعنا صوت المساحي فصحنا وصاح أهل المسجد فارتجت المدينة صيحة واحدة فأذن بلال بالفجر فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى وانتحب فزادنا حزنا فيالها من مصيبة ما أصابنا بعدها من مصيبة إلا هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به صلى الله عليه وسلم وعن فاطمة رضي الله عنها لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأنس يا أنس كيف طابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب وفي لفظ أطابت نفوسكم أن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في التراب ورجعتم وفي رواية أنها قالت لعلي كرم الله وجهه يا أبا الحسن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قالت كيف طابت قلوبكم أن تحثوا التراب عليه كان نبي الرحمة قال نعم ولكن لاراد لأمر الله وقد جاء ان الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها وهو يدل على أنه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما خلقوا من تربة واحدة لأنهم دفنوا ثلاثتهم في تربة واحدة فقد روى أن أبا بكر رضي الله عنه لما حضرتي الوفاة قال لمن حضره إذا أنامت وفرغتم من جهازي فاحملوني حتى تقفوا بباب البيت الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقفوا بالباب وقولوا السلام عليك يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فإن أذن لكم بأن فتح الباب وكان الباب مغلقا بقفل فأدخلوني وادفنوني وإن لم يفتح الباب فأخرجوني إلى البقيع وادفنوني به فلما وقفوا على الباب وقالوا ما ذكر سقط القفل وانفتح الباب وسمع هاتف من داخل البيت أدخلوا الحبيب إلى الحبيب فإن الحبيب إلى الحبيب مشتاق ولما احتضر عمر رضي الله عنه قال لابنه عبد الله رضي الله عنه يا عبد الله ائت
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»