السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٠
أول من صدق به لا أكون أول من كذب عليه لو كان عندي من النبي صلى الله عليه وسلم عهد في ذلك ما تركت القتال على ذلك ولو لم أجد إلا بردتي هذه وما تركت أخا بني تميم وعمر بن الخطاب ينوبان على منبره صلى الله عليه وسلم ولقاتلتهما بيدي والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمت فجأه بل مكث في مرضه أياما وليالي يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس وهو يرى مكاني فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اخترنا لدنيانا من رضيه النبي صلى الله عليه وسلم لديننا فبايعناه وكان لذلك اهلا لم يختلف عليه منا اثنان فلما قبض تولاها عمر رضي الله تعالى عنه بمبايعته وأقام فيها لم يختلف عليه منا اثنان وأعطيت ميثاق لعثمان رضي الله تعالى عنه فلما مضوا بايعني أهل الحرمين وأهل هذين المصرين أي الكوفة والبصرة فوثب فيها من ليس مثلي ولا قرابته كقرابتي ولا علمه كعلمي ولاسابقته كسابقتي وكنت أحق بها منه يعني معاوية فهو رأى رأيته وفي لفظ لكن شيء رأيناه من قبل أنفسنا فهذا تصريح منه كرم الله وجهه بأنه صلى الله عليه وسلم لم ينص عليه إمامته وأما قوله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم عند مرجعه من حجة الوداع بعد أن جمع الصحابة وكرر عليهم ألست أولى من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف ثم رفع يد علي كرم الله وجهه وقال من كنت مولاه فعلي مولاه الحديث فتقدم الكلام عليه وأ ذلك لا يدل على الخلافة وإنما قال سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه إن بيعة أبي بكر رضي الله تعالى عنه كانت فلت أي من غير استعداد ولا مشورة كما تقدم ردا على من بلغه عنه أنه قال إذا مات عمر بايعت فلانا والله ما كانت بيعة أبي بكر بمشورة فالبيعة لا تتوقف على ذلك فغضب فلما رجع من آخر حجة حجها المدينة قال على المنبر قد بلغني أن فلانا قال والله لو مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة من غير مشورة فلا يغترن امرؤ أن يقول إن بيعة أبي كانت فلتة فنعم وإنها كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها وليس فيكم من تنقطع الأعناق اليه مثل أبي بكر فمن بايع رجلا من غير مشورة المسلمين فإنه لا بيعة له ولا الذي بايعه ولما ثقل المرض على الصديق رضي الله تعالى عنه دعا عبد الرحمن فقال أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال أنت أعلم به مني فقال الصديق وإن فقال عبد الرحمن هو
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»