السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٢
واختلفوا في الموضع الذي يدفن فيه فمن قائل يدفن في البقيع ومن قائل ينقل ويدفن عند إبراهيم الخليل فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه ادفنوه في الموضع الذي قبض فيه فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب اي وفي رواية أنه رضي الله عنه قال إن عندي في هذا خبرا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدفن نبي إلا حيث قبض وفي لفظ لا يقبض الله روح نبي إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه وعن أبي بكر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقبض النبي إلا في أحب الأمكنة إليه قال بعضهم ولا شك أن أحبها أي الأمكنة إليه أحبها إلى ربه تعالى فإن حبه صلى الله عليه وسلم تابع لحب ربه جل وعلا وفي الحديث ما مات نبي إلا دفن حيث قبض فحول فراشه وحفر له ودفن في ذلك ا لموضع الذي توفاه الله فيه واختلفوا هل يجعل له صلى الله عليه وسلم لحد أو يجعل له شق وكان في المدينة شخصان أحدهما يصنع اللحد والآخر يصنع الشق والأول هو أبو طلحة زيد بن سهل والثاني أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وفي لفظ كان أبو عبيدة يحفر حينئذ لأهل مكة وكان أبو طلحة زيد بن سهل يحفر لأهل المدينة فكان يلحد فقال عمر رضي الله عنه ترسلها لهما وكل من حضر منهما نزلناه فأرسلوا خلفهما رجلين وقال عمر رضي الله عنه اللهم خر رسولك وقيل المرسل والقائل ما ذكر العباس رضي الله عنه فسبق أبو طلحة رضي الله عنه فصنع له صلى الله عليه وسلم لحدا وأطبق عليه بتسع لبنات ثم أهيل التراب وقد جاء في الحديث لحدوا ولا تشقوا فإن اللحد والشق لغيرنا وقد وى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في مرض موته ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم وسل من قبل رأسه كما رواه البيهقي وصححه ابن عباس رضي الله عنهما أي وضع سريه صلى الله عليه وسلم عند مؤخر القبر فكان رأسه الشريف عند المحل الذي يكون فيه رجلاه فلما أدخل القبر سل من قبل رأسه ودخل قبره العباس وعلي والفضل وقثم وشقران واقتصر ابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما على الثلاثة الأول وفرش شقران في اللحد تحته صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»