السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٩
وفي السنة الحادية عشرة من النبوة كان ابتداء إسلام الأنصار رضي الله عنهم وفي السنة الثانية عشرة من النبوة كان الإسراء والمعراج وفيها وقعت بيعة العقبة الأولى وفي السنة الثالثة عشرة من النبوة كانت بيعة العقبة الثانية التي هي الكبرى وبعضم يسميها العقبة الثالثة ويسمى إسلام الأنصار عقبة مع أنه لا مبايعة فيه وفي هذه السنة أراد أبو بكر رضي الله عنه ان يهاجر للحبشة فلما بلغ برك الغماد رده ربيعة بن الدغنة سيد القاره وفي السنة الرابعة عشرة من النبوة وهي السنة الأولى من الهجرة إلى المدينة فكانت الهجرة فيها في صفر أو في غرة ربيع الأول وفيها كان بناء المسجد ومساكنه صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم قيل وكان ابتداء خدمة أنس رضي الله عنه له صلى الله عليه وسلم فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة صارت الأنصار يبعثون إليه صلى الله عليه وسلم بالهدايا رجالهم ونسائهم وكانت أم أنس رضي الله عنهما لا شيء لها تهديه له صلى الله عليه وسلم فكانت تتأسف فأخذت يوما بيد أنس رضي الله عنه وقالت يا رسول الله هذا يخدمك وجاء أن زوجها أبا طلحة رضي الله عنه جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك وجمع بأن أمه جاءت به أولا ثم جاء به أبو طلحة ثانيا لأنه وليه وعصبته قال في الخميس وهذا غير مجيئه به لخدمته صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر وفيها كما في الأصل وقيل في السنة الثانية زيد في صلاة الحضر ركعتان وتركت صلاة الفجر وصلاة المغرب لأنها وتر النهار وأقرت صلاة السفر وتركت على الفريضة الأولى كذا قيل وفي هذه السنة مات من مشركي مكة الوليد بن المغيرة ولما احتضر جزع فقال له أبو جهل لعنه الله يا عم ما جزعك فقال والله ما بي من جزع من الموت ولكن أخاف أن يظهر دين ابن أبي كبشة بمكمة فقال أبو سفيان رضي الله عنه لا تخلف إني ضامن أن لا يظهر وفيها مات العاص بن وائل وفيها مات أسعد بن زرارة رضي الله عنه وفيها ابتدئت الغزوات فكان فيها غزوة الأبواء وغزوة ودان كما في الأصل وفي هذه السنة بنى صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وفيها شرع الآذان وفيها صلى صلى الله
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 » »»