إلى فتح مكة وبه يرد ما روي أنه صلى الله عليه وسلم بعث عليا كرم الله وجهه إلى عثمان بن طلحة لأخذ المفتاح فأبي أن يدفعه وقال لو علمت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أمنعه منه ولوى علي كرم الله وجهه يده وأخذ المفتاح قهرا وفتح الباب وأنه لما نزل قوله تعالى * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) * أمره صلى الله عليه وسلم أن يدفع له المفتاح متلطفا به فجاءه علي كرم الله وجهه بالمفتاح متلطفا به فقال له أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق فقال علي كرم الله وجهه لأن الله أمرنا برده عليك فأسلم ثم لما دعا صلى الله عليه وسلم عثمان وجاء إليه أخذ منه مفتاح الكعلبة ففتحت له فدخلها ثم وقف صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم ذكر صلى الله عليه وسلم خطبة بين فيها جملة من الأحكام منها أن لا يقتل مسلم بكافر ولا يتوارث أهل ملتين مختلفتين ولا تنكح امرأة على عمتها ولا على خالتها والبينة على المدعي واليمين على من أنكر ولا تسافر امرأة مسيرة ثلاثة ليال الا مع ذي محرم ولا صلاة بعد العصر ولا بعد الصبح ولا يصام يوم الأضحى ولا يوم الفطر ثم قال يا معشر قريش إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء والناس من آدم وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) * الآية ثم قال يا معشر قريش ما ترون وفي لفظ ماذا تقولون ماذا تظنون أني فاعل فيكم قالوا خيرا أخ كريم وأبن أخ كريم وقد قدرت أي وفي لفظ لما خرج صلى الله عليه وسلم من الكعبة يوم الفتح وضع يده على عضادتي الباب ثم قال ماذا تقولون ماذا تظنون أني فاعل فيكم قالوا خيرا فقال سهيل بن عمرو نقول خيرا ونظن خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فقال أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم وفي لفظ فإني أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين اذهبوا فأنتم الطلقاء أي الذين أطلقوا فلم يسترقوا ولم يؤسروا والطليق في الأصل الأسير إذا أطلق فخرجوا فكأنما نشروا من فدخلوا في الإسلام قال وذكر أنه لما فرغ من طوافه أرسل بلالا رضى الله تعالى عنه
(٤٩)