على المريب لينا على المؤمن وقال والله لا اعلم متخلفا يتخلف عن الصلاة في جماعة الا ضربت عنقه فإنه لا يتخلف عن الصلاة الا منافق فقال أهل مكة يا رسول الله لقد استعملت على أهل الله عتاب بن أسيد أعرابيا جافيا فقال صلى الله عليه وسلم إني رأيت فما يرى النائم كأن عتاب بن أسيد أتى باب الجنة فأخذ بحلقة الباب فقلقلها قلقالا شديد حتى فتح له فدخلها فأعز الله به الإسلام فنصرته للمسلمين على من يريد ظلمهم هذا وفي تاريخ الأزرقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد رأيت أسيدا في الجنة وأني أي كيف يدخل أسيد الجنة فعرض له عتاب بن أسيد فقال صلى الله عليه وسلم هذا الذي رايت ادعوه لي فدعى له فاستعمله يومئذ على مكة ثم قال يا عتاب أتدري على من استعملتك استعملتك على أهل الله فاستوص بهم خيرا يقولها ثلاثا فإن قيل كيف يقول صلى الله عليه وسلم عن أسيد انه رآه في الجنة ثم يقول عن ولد أسيد إنه الذي رآه في الجنة قلنا لعل عتابا كان شديد الشبة بأبيه فظن صلى الله عليه وسلم عتابا أباه فلما رآه عرف أنه عتاب لا أسيد وفي كلام سبط ابن الجوزي عتاب بن أسيد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة لما خرج إلى حنين وعمره ثماني عشرة سنة وفي كلام غيره ما يفيد أنه صلى الله عليه وسلم إنما استخلف عتاب بن أسيد وترك معه معاذ بن جبل بعد عوده من الطائف وعمرته من الجعرانة إلا أن يقال لا مخالفة ومراده باستئلافه إبقاؤه على ذلك وينبغي ان يكون ما تقدم عن الكشاف من قول أهل مكة له صلى الله عليه وسلم لقد استخلفت على أهل الله عتاب بن أسيد إلى آخره بعد ابقائه على استخلافه لما لا يخفى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أن أسيدا والد عتاب واليا على مكة مسلما فمات على الكفر فكانت الرؤيا لولده كما تقدم مثل ذلك في أبي جهل ولده عكرمة رضي الله تعالى عنه ولما ولاه صلى الله عليه وسلم على مكة جعل له في كل يوم درهما فكان رضي الله تعالى عنه يقول لا اشبع الله بطنا جاع على درهم في كل يوم ويروي انه قام فخطب الناس فقال أيها الناس اجاع الله كبد من جاع على درهم أي له درهم فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم درهما في كل يوم فليست لي حاجة إلى أحد
(٦٠)