السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٨
ودخل تحت استارها فأخذ رجل سلاحه وركب فرسه ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون وأخبره خبره فأمر بقتله وقيل لما طاف صلى الله عليه وسلم بالكعبة قيل هذا ابن خطل معلقا بأستار الكعبة فقال اقتلوه فإن الكعبة لا تعيذ عاصيا ولا تمنع من إقامة حد واجب أي فقتله سعد ابن حريث وأبو برزة وقيل قتله الزبير رضي الله عنه وقيل سعد بن ذؤيب وقيل سعد بن زيد قال في النور والظاهر اشتاركهم فيه جميعا جمعا بين الأقوال وأمر صلى الله عليه وسلم بقتل قينتيه فقتلت إحداهما واستؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم للأخرى فأمنها وأسلمت والحويرث بن نقيذ وانما أمر صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ويعظم القول في أذيته وينشد الهجاء وكان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنه حمل فاطمة وأم كلثوم بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة يريد بهما المدينة فنخس الحويرث البعير الحامل لهما فرمى به الأرض قتله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في ذلك اليوم وقد خرج يريد أن يهرب ومقيس بن ضبابة إنما أمر بقتله لأنه كان قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما طالبا لدية أخيه هشام بن ضبابة رضي الله عنه قتله رجل من الأنصار في غزوة ذي قرد خطأ يظنه من العدو ودفع له النبي صلى الله عليه وسلم دية أخيه ثم إنه عدا على الأنصاري قاتل أخيه فقتله بعد أن أخذ دية أخيه ثم لحق بمكة مرتدا كما تقدم قتله ابن عمه ثميلة بن عبد الله الليثي أي بعد أن اخبر ثميله بأن مقيسا مع جماعة من كبار قريش يشربون الخمر فذهب اليه فقتله بردم بني جمح وقيل قتل وهو معلق بأستار الكعبة وأما هبار بن الأسود رضي الله عنه فإنه أسلم بعد ذلك وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان عرض لزينب بنت رسول الله في سفهاء من قريش حين بعث بها زوجها أبو العاص إلى المدينة فأهوى إليها هبار ونخس بعيرها وفي رواية ضربها بالرمح فسقطت من على الجمل على صخرة أي وكانت حاملا فألقت ما في بطنها وأهراقت الدماء ولم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت كما تقدم فقال
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»