السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٥٤
ولا مانع ان يكون ذلك بعد ان دفعه علي كرم الله وجهه له بأمره صلى الله عليه وسلم وكأنه صلى الله عليه وسلم أحب أن يؤدي الأمانة بيده الشريفة من غير واسطة وقال له يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف فقال عثمان رضي الله عنه فلما وليت ناداني فرجعت اليه فقال ألم يكن الذي قلت لك قال رضي الله عنه فذكرت قوله صلى الله عليه وسلم لي بمكة قبل الهجرة وقد أراد صلى الله عليه وسلم أن يدخل الكعبة مع الناس وكنا نفتحها في الجاهلية يوم الاثنين والخميس فلما اقبل ليدخلها أغلظت عليه ونلت منه وحلم عي ثم قال صلى الله عليه وسلم يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت فقلت قد هلكت قريش يومئذ وذلت فقال صلى الله عليه وسلم بل عمرت وعزت يومئذ فوقعت كلمته صلى الله عليه وسلم مني موقعا وظننت أن الأمر سيصير إلى ما قال صلى الله عليه وسلم قال فلما قال لي يوم الفتح ذلك قلت بلى اشهد انك رسول الله وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم دخل يؤمئذ الكعبة ومعه بلال فأمره أن يؤذن أي للظهر على ظهر الكعبة وأبو سفيان وعتاب بن أسيد في لفظ خالد بن أسيد والحارث ابن هشام جلوس بفناء الكعبة فقال عتاب بن أسيد أي أو خالد بن أسيد لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون يسمع هذا العبد فيسمع منه ما يغيظه فقال الحارث أما والله لو أعلم انه حق لا تبعته أي وفي رواية أنه قال ما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا ولا مانع من وجود الأمرين منه أي وتقدم في عمرة القضاء وقوع مثل ذلك من جماعة لما أذن بلال رضي الله عنه على ظهر الكعبة أيضا أي وقال غير هؤلاء من كفار قريش لقد أكرم الله فلانا يعني أباه إذ قبضه قبل أن يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة وفي لفظ والله الحدث العظيم أن يصبح عبد بني جمح ينهق على بيته فقال أبو سفيان لا أقول شيئا لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصباء فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم لقد علمت الذي قلتم ثم ذكر ذلك لهم فقال أما أنت يا فلان فقد قلت كذا وأما أنت يا فلان فقد قلت كذا فقال أبو سفيان وأما أنا يا رسول الله فما قلت شيئا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا نشهد أنك رسول الله والله ما اطلع على هذا أحد معنا فنقول أخبرك وجاء أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أبي سفيان وهو في المسجد فلما نظر
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»