السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥
أبوها إني قد أرى ما بك من تنكر الحال وما ذاك الا لمكروه عندك كان هذا قبل أن يشهد الناس مسيرنا قالت لا والله يا أبتاه ما ذاك لمكروه عندي ولكني اعرف انكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا آمنة أن يسمنى ميسما يكون على سبة في العرب قال إني سوف اختبره من قبل ان ينظر في أمرك فصفر بفرس حتى أدلى ثم أخذ حبة من حنطة فأدخلها في إحليله وأوكأ عليها بسير فلما وردوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم فلما تغذوا قال له عتبة إنا قد جئناك في أمر وإني قد خبأت لك خباء اختبرك به فانظر ما هو قال سمرة في كمرة قال أريد أبين من هذا قال حبة بر في إحليل مهر قال صدقت انظر في أمر هذه النسوة فجعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها ويقول انهضي حتى دنا من هند فضرب كتفها وقال انهضي غير وسخاء ولا زانية ولتلدن ملكا يقال له معاوية فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها فنثرت يدها من يده وقالت إليك عني فوالله لأحرصن على أن يكون من غيرك فتزوجها أبو سفيان فجاءت منه بمعاوية رضي الله تعالى عنه الله تعالى عنهم وقد قال له صلى الله عليه وسلم يا معاوية إذا ملكت فأحسن وفي رواية إذا ملكت من أمرأمتي شيئا فاتق الله واعدل ويؤثر عنه رضي الله تعالى عنه أنه لما حضرته الوفاة قال اللهم ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي اللهم أقل عثرتي واغفر زلتي وعد بحلمك على من لا يرجوا غيرك ولم يثق بأحد سواك ثم بكى رضي الله تعالى عنه حتى علا نحيبه كتب إلى عائشة رضي الله تعالى عنها اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري فكتبت اليه من عائشة إلى معاوية سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس والسلام وكتبت اليه رضي الله تعالى عنها مرة أخرى اما بعد فاتق الله فإنك إذا اتقيت الله كفاك الناس وإذا اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا والسلام ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة امرأة أبي سفيا رضي الله تعالى عنه متنقبة متنكرة خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنين من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهن بايعنني على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن أي وذلك إسقاط الأجنة زاد في لفظ ولا
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»