والناس يصلون بصلاة أبي بكر وفي لفظ يقتدى أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يقتدون بصلاة أبي بكر وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم صلوا خلف أبي بكر وأبو بكر يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم وصار يسمع الصحابة التكبير وقد بوب البخاري على ذلك باب من أسمع الناس تكبير الإمام وقال بعد ذلك باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم فإن منعه صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله تعالى عنه من التأخر مع صلاته على يسار أبي بكر أو على يمينه يدل على أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه لم يقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم بل استمر إماما إذ لا يجوز عندنا أن يقتد أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم قول فقهائنا إن الصحابة رضي الله تعالى عنهم اقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اقتدائهم بأبي بكر وجعلوه دليلا على جواز الصلاة بإمامين على التعاقب إذ لا يحسن ذلك إلا أن يكون أبو بكر رضي الله تعالى عنه تأخر ونوى الاقتداء به صلى الله عليه وسلم إلا أن يقال يجوز أن تكون صلاته صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر تكررت ففي مرة منعه صلى الله عليه وسلم من التأخر واقتدى به وفي مرة تأخر أبو بكر رضي الله تعالى عنه عن موقفه واقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم واقتدى الناس بالنبي بعد اقتدائهم بأبي بكر وصار أبو بكر يسمع الناس التكبير ولا ينافي ذلك قول البخاري للرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم لجواز أن يكون المراد يقتدون ويتبعون تكبير المأموم ثم رأيت الترمذي رحمه الله تعالى صرح بتعدد صلاته صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر رضي الله تعالى عنه حيث قال ثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر مقتديا به في مرضه الذي مات فيه ثلاث مرات ولا ينكر هذا إلا جاهل لا علم له بالرواية هذا كلامه وبه يرد قول البيهقي رحمه الله والذي دلت عليه الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم خلفه في تلك الأيام التي كان يصلي بالناس فيها مرة وصلى أبو بكر رضي الله تعالى عنه خلفه صلى الله عليه وسلم مرة وقال صلى الله عليه وسلم في مرضه ذلك يوما لعبد الله ابن زمعة بن الأسود مر الناس فليصلوا أي صلاة الصبح وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه غائبا فقدم عبد الله عمر رضي الله تعالى عنه يصلي بالناس فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته أخرج رأسه الشريف حتى اطلعه للناس من حجرته ثم قال
(٤٦٥)