السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٠
وضعه الرافضة ليقابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر وجمع بعضهم بأن قصة على متقدمة على هذا الوقت وأن الناس كان لكل بيت بابان باب يفتح للمسجد وباب يفتح خارجه إلا بيت علي كرم الله وجهه فإنه لم يكن له إلا باب من المسجد وليس له باب من خارج فأمر صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب أي التي تفتح للمسجد أي بتضييقها وصيرورتها خوخا إلا باب علي كرم الله وجهه فإن عليا لم يكن له إلا باب واحد ليس له طريق غيره كما تقدم فلم يأمر صلى الله عليه وسلم بجعله خوخة ثم بعد ذلك أمر صلى الله عليه وسلم بسد الخوخ إلا خوخة أبي بكر رضي الله تعالى عنه وقول بعضهم حتى خوخة علي كرم الله وجهه فيه نظر لما علمت أن عليا كرم الله وجهه لم يكن له إلا باب واحد فالباب في قصة أبي بكر رضي الله تعالى عنه ليس المراد به حقيقته بل الخوخة وفي قصة علي كرم الله وجهه المراد به حقيقته أقول ومما يدل على تقدم قصة علي كرم الله وجهه ما روي عنه قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن سد بابك قال سمعا وطاعة فسد بابه ثم أرسل إلى عمر ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ففعلا وأمرت الناس ففعلوا وامتنع حمزة فقلت يا رسول الله قد فعلوا إلى حمزة فقال صلى الله عليه وسلم قل لحمزة فليحول بابه فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك ان تحول بابك فحوله وعند ذلك قالوا يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي فقال ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها وفي رواية ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم وجاء أنه صلى الله عليه وسلم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيكم قائلكم وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت * (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) * ومعلوم أن حمزة رضي الله تعالى عنه قتل يوم أحد فقصة علي كرم الله وجهه متقدمة جدا على قصة أبي بكر رضي الله تعالى عنه وعلى كون المراد بسد الأبواب تضييقها وجعلها خوخا يشكل ما جاء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب كلها غير باب علي فقال العباس يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج قال ما أمرت بشيء من ذلك فسدها كلها غير باب
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»