السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٤
وأن الأمور تجري بإذن الله ولا يحملكم استبطاء امر على استعجاله فإن الله عز وج لا يعجل لعجلة أحد ومن غالب الله غلبه ومن خادع الله خدعه * (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) * وأوصيكم بالأنصار خيرا فإنهم الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلكم أن تحسنوا إليهم ألم يشاطروكم في الثمار ألم يوسعوا لكم في الديار ألم يؤثركم على أنفسكم وبهم الخصاصة ألا فمن ولي أنه يحكم بين رجلين فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم ألا ولا تستأثروا عليهم ألا فإني فرطكم وأنتم لاحقوني بي ألا وإنه موعدكم الحوض ألا فمن أحب أن يرده علي غدا فليكفف يده ولسانه إلا فيما ينبغي أيها الناس إن الذنوب تغير النعم فإذا بر الناس برتهم أئمتهم وإذا فجر الناس عقوا أئمتهم وفي الحديث حياتي خير لكم ومماتي خير لكم وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى خيرية الموت بأنه فرط فخير صفة لا أفعل تفضيل حتى يشكل بأنه يقتضى أن حياتي خير لكم من مماتي ومماتي خير لكم من حياتي كما مر ثم لا زال أبو بكر رضي الله تعالى عنه يصلي بالناس سبع عشرة صلاة وصلى النبي صلى الله عليه وسلم مؤتما به ركعة ثانية من صلاة الصبح ثم قضى الركعة الثانية أي أتى بها منفردا وقال صلى الله عليه وسلم لم يقبض نبي حتى يؤمه رجل من قومه أي وقد قال ذلك صلى الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن بن عوف كما تقدم في تبوك قال وفي رواية عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة أي وأبو بكر في الصلاة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر فلما رآه أبو بكر رضي الله تعالى عنه ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأحر وأمرهما فأجلساه إلى جنب أبي بكر عن يساره وفي رواية عن يمينه وأنه صلى الله عليه وسلم دفع في ظهر أبي بكر وقال صل بالناس أي ومنعه من التأخر فجعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه يصلي قائما كبقية الصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا انتهى وهذا صريح في أنه صلى الله عليه وسلم مقتديا بأبي بكر رضي الله تعالى عنه وحينئذ لا يحسن التفريع على ذلك بما جاء في لفظ فكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي لفظ يأتم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»