السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٠
وقال صلى الله عليه وسلم ما يبرح البلاء على العبد حتى يدعه يمشى على الأرض ليس عليه خطيئه وقال ليس من عبد مسلم يصيبه اذى فما سواه الا حط عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها وفى لفظ لا يصيب المؤمن نكبه من شوكه فما قوقها الا رفع الله له بها درجه وحط عنه بها خطيئه وعن عائشة رضى الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل يشتكى ويتقلب على فراشه وكان يعوذ بهذه الكلمات إذا اشتكى أحد من الناس منه اذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لاشفاء الا شفاءك شفاء لا يغادر سقما فلما ثفل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه اخذت بيده اليمنى وجعلت امسحه بها فاعوذه بتلك الكلمات فانزع صلى الله عليه وسلم يده الشريفة من يدي وقال الهم اغفر لي واجعلني من الرفيق الاعلى مرتين وفى رواية لم يشتك صلى الله عليه وسلم شكوى الا سأل الله العافية حتى مان مرضه الذي مات فيه فإنه لم يكن يدعو بالشفاء وطفق صلى الله عليه وسلم يقول يا نفس مالك تلوذين كل ملاذ أي وعن عائشة رضى الله تعالى عنها دحل على عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما ومعه سواك يستن به اى من عسيب النحل وكان أحب السواك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضريع الأراك وهو قضيب يلتوى من الاراكه حتى يبلغ التراب فيبقى في ظلها فهو ألين من فروعها فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت انه يريده لأنه كان يحب السواك فقالت له اخذه لك فأشار برأسه ان نعم فتناولته فقضمته ثم مضغته وفى رواية فتناولته وناولته إياه فاشتد عليه فقالت الينه لك فأشار برأسه ان نعم فلينته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري وكانت رضى الله تعالى عنها تقول ان من نعم الله على الرسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وهو في بيتي وبين سحرى ونحرى اى والسحر الرئه وفي رواية بين حاقنتى وذاقنتى وان الله جمع بين ريقى وريقه عند موته وفى رواية فجمع الله بين ريقى وريقه في اخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة وجاء انهم لددوه صلى الله عليه وسلم في هذا المرض اى سقوه لدودا من احدجانبى فمه وجعل يشير إليهم وهو صلى الله عليه وسلم مغمى عليه ان لا يفعلوا به وهم يظنون أن الحامل له على ذلك كراهة المريض للدواء فلما افاق قال ألم أنهاكم ان تلدوني
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»