السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٤
باب يذكر فيه صفته صلى الله عليه وسلم الظاهرة وإن شاركه فيها غيره قال قد خلق الله تعالى أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام سليمة من العيب حتى صلحت لحلول الأنفس الكاملة وهم في ذلك متفاوتون ونبينا صلى الله عليه وسلم أصخ الأنبياء مزاجا وأكملهم جسدا وعن أنس رضي الله عنه ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبينا صلى الله عليه وسلم أحسنهم وجها وصوتا انتهى وكانت صفاته صلى الله عليه وسلم الظاهرة لا تدرك حقائقها وإلى هذا يشير صاحب الهمزية رحمه الله تعالى بقوله * إنما مثلوا صفاتك للنا * سب من كما مثل النجوم الماء * وتقدم بعض صفته صلى الله عليه وسلم في خبر أم معبد رضي الله عنها ووصف صلى الله عليه وسلم بأنه كان ضخم الهامة أي الرأس ووصف صلى الله عليه وسلم بأنه كان فخما مفخما أي عظيما في الصدور والعيون يتلأللأ وجهه كالقمر ليلة البدر قال كان في وجهه تدوير ليس بالمطهم ولا المكلثم وعن أبي هريرة رضي الله عنه ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وفي رواية تجري من وجهه وعن ابن عباس رضي الله عنهما لم يقم صلى الله عليه وسلم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه السراج انتهى أقصر من المشذب بضم الميم وفتح الشين والذال المعجمتين مشددة ثم موحدة على وزن معظم البائن الطويل في نحافة وأطول من المربوع قال وعن علي كرم الله وجهه لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان ربعة القوم والممغط المتناهي في الطول والمتردد المجتمع الخلق أي القصير جدا لم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فارقه رسول الله صلى الله عليه وسلم نسب للربعة أي لا طويل ولا قصير عظيم الهامة أي وفي رواية ضخم الرأس رجل الشعر إذا انفرقت عقيصته وفي لفظ عقيقته وهي الشعر المعقوص فرق أي إذا انفرقت من
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»