السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٤١
فكان كلما قدم من البادية يأتي معه بطرف وهدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج وكان صلى الله عليه وسلم يقول زاهر باديتنا ونحن حاضروه وفي لفظ لكل حاضر بادية وبادية آل محمد زاهر وكان صلى الله عليه وسلم يحبه جاءه يوما وهو يبيع متاعه في السوق وكان رجلا دميما فاحتضنه من خلفه فقال أرسلني من هذا فلما عرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم صار يمكن ظهره من صدره الشريف عليه الصلاة والسلام وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد فقال يا رسول الله تجدني كاسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عند الله ليست بكاسد أو قال أنت عند الله غال ويجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم جمع بين هذين اللفظين وكل روى ما سمع منهما وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم فقال صلى الله عليه وسلم تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالى حتى أسبقك فسابقته فسبقته فسكت حتى إذا حملت اللحم وكنا في سفرة أخرى قال صلى الله عليه وسلم للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالى حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول هذه بتلك وعن أنس رضي الله عنه قال دخل صلى الله عليه وسلم على أمي فوجد أخي أبا عمير حزينا فقال يا أم سليم ما بال أبي عمير حزينا فقالت يا رسول الله مات نغيره تعنى طيرا كان يلعب به فقال صلى الله عليه وسلم أبا عمير ما فعل النغير وكان كلما رآه قال له ذلك وعن عائشة رضي الله عنها قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة طبختها فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها كلى فأبت فقلت لها كلي كلي أولألطخن وجهك فأبت فوضعت يدي فيها فطليت وجهها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرخى فخذه لسودة وقال الطخي وجهها فلطخت وجهي فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وقال صلى الله عليه وسلم يوما لعائشة ما أكثر بياض عينيك انتهى وكان صلى الله عليه وسلم يتغافل عما لا يشتهى وقد ترك نفسه من ثلاث الرياء والإكبار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»