السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٨
عاري الثديين والبطن وما سوى ذلك اشعر الذراعين والمناكب وأعالي الصدر طويل الزندين أي عظيم الذراعين رحب الراحة أي واسعها قال أنس رضي الله عنه ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأصابع أي طويلها شئن الكفين والقدمين أي يميلان إلى الغلظ وذلك ممدوح في الرجال مذموم في النساء أي وكانت سبابة يديه صلى الله عليه وسلم أطول من الوسطى قال ابن دحية رحمه الله وهذا باطل بيقين ولم يقله أحد من ثقات المسلمين أي وإنما كان ذلك في أصابع قدميه صلى الله عليه وسلم وهو في ذلك كغيره من الناس وفي رواية منهوس بالمهملة والمعجمة العقب أي قليل لحم القدمين سبط العظام أي ممتدها لا نتوء فيها وفي رواية سبط العصب وهو كل عظم فيه مخ خمصان الأخمصين ينبو عنهما الماء أي يتجافى أخمص القدم وهو وسطه أي شديد التجافي عن الأرض مسيح القدمين أي أملسهما وهذا يوافق ما جاء في رواية إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ليس له أخمص إذا زال زال تقلعا أي يرفع رجله بقوة ويخطو تكفيا أي يتمايل إلى قدامه وقيل يمينا وشمالا كالمختال ولا يذم إلا من تكلفه لا من كان ذلك جبلة له ويمشي هونا أي برفق ووقار دون عجلة ذريع المشية أي واسعها إذا امشي كأنما ينحط من صبب أي وذكر في سفر السعادة أن هذه المشية مشية أصحاب الهمم العلية ومن قلبه حي وإن هذا النوع من المشي يسمى مشي الهوينا المذكور في قوله تعالى * (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) * وهو أعدل أنواع المشي لأن الماشي إما مهاون بالمشي كالخشبة أوطائي ينزعج وهذان النوعان في غاية القبح لأن الأول يدل على الخمول وموت القلب والثاني يدل على خفة الدماغ وقلة العقل ثم قال وأنواع المشي عشرة هذه الثلاثة منها وذكر باقيها وكان صلى الله عليه وسلم إذا التفت التفت جميعا أي بسائر جده ولا يلوى عنقه كما يفعله أهل الخفة والطيش يفتح الكلام ويختمه بأشداقه لا يقال قد ذم صلى الله عليه وسلم المتشدقين لأنا نقول المراد بهم من يكثر الكلام من غير احتياط ولا احتراز ومن يلوى أشداقه استهزاء بالناس وكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بجوامع الكلم أي بالكلام القليل الألفاظ الكثير
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»